مسؤول عراقي يكشف تفاصيل هجوم البصرة: "مليشيا منفلتة" متورطة

19 يونيو 2019
ثلاث هجمات خلال أقل من 72 ساعة(محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
بعد ساعات قليلة من استهداف صاروخي لمنطقة القصور الرئاسية شمالي الموصل، والتي تضم مجموعة من المستشارين العسكريين الأميركيين، سقط صاروخ آخر، صباح اليوم الأربعاء، من طراز كاتيوشا على مقر رئيسي لشركات نفط أميركية في البصرة، تسبب بإصابة ثلاثة عاملين من الجنسية العراقية، ليكون الهجوم الصاروخي الثالث الذي يستهدف مواقع تضم أميركيين في العراق خلال أقل من 72 ساعة، بعد قصف معسكر التاجي (20 كم شمالي بغداد)، والذي يضم أيضا قوات أميركية ليل أول أمس الإثنين.

ووفقا لمسؤولين عراقيين في البصرة تحدث أحدهم عبر الهاتف من موقع سقوط الصاروخ في قضاء الزبير، جنوب غربي البصرة، حيث فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة، وشوهدت مروحيات عراقية تحلق على مستوى منخفض من مقر العمليات المتقدمة لشركات النفط الأجنبية، فإن ثلاثة عراقيين، أحدهم بحالة خطرة، قد أصيبوا جراء سقوط الصاروخ الذي انفجر قرب غرفة العمال وسط الموقع النفطي، حيث توجد شركات شل وإكسون موبيل وإيني النفطية.

وأوضح جنرال أمني رفيع في البصرة لـ"العربي الجديد"، أن الصاروخ أطلق من مسافة غير بعيدة من موقع سقوطه، و"جار البحث عن منصة إطلاقه لجمع معلومات حول الجهة التي نفذت الهجوم".

وحول ترجيحات من يقف وراءه، قال: "العملية ليست إرهابية. مليشيا منفلتة وغير ملتزمة، تريد جر البصرة إلى نفق مظلم"، على حد تعبيره.

في غضون ذلك، نقل راديو البصرة الرسمي (المربد) عن رئيس اللجنة الأمنية في قضاء الزبير غربي البصرة، مهدي ريكان، قوله إنه و"بحسب المعطيات المتوفرة، فإن الصاروخ أطلق من على بعد 5 كلم عن الشركة، والتي تقع ضمن نطاقها أيضا شركات إكسون موبيل الأميركية وإيني الإيطالية ضمن حقلَي الزبير والرميلة"، لافتا إلى أن التحقيقات مستمرة من قبل الجهات الأمنية بالحادث، مؤكدا إصابة ثلاثة موظفين عراقيين جميعهم من أهالي بلدة الديوانية جنوبي العراق أيضا، أحدهم حالته حرجة.

من جانبها، قالت خلية الإعلام الأمني المرتبطة بالحكومة العراقية في بغداد، إن هجوما صاروخيا بواسطة صاروخ كاتيوشا استهدف شركة حفر الآبار النفطية في منطقة البرجسية (قضاء الزبير) بمحافظة البصرة، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص كحصيلة أولية، دون أن تضيف أي تفاصيل أخرى.

من جانبه، قال المقدم أحمد العبودي، من شرطة البصرة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات أمن عراقية نفذت عملية انتشار واسعة عقب الهجوم بحثا عن المنفذين، مؤكدا أن "العمال الغربيين موجودون في مكان آمن، ولم يكونوا بالموقع النفطي أثناء الهجوم". 



وأوضح العبودي أن "أيا من الأنشطة النفطية لم تتأثر بالهجوم، والأعمال مستمرة، لكنّ هناك حديثاً عن أن العمال الغربيين سيغادرون البصرة، ونعتبر ذلك إجراءً مبالغاً فيه". 

الخبير بالشؤون الأمنية العراقية، سعد الراوي، أوضح أن تكرار الهجمات الصاروخية على مواقع توجد بها قوات أو رعايا أميركيون يؤكد أن "التصعيد سيكون من العراق بالأزمة الأميركية الإيرانية".

وأضاف الراوي لـ"العربي الجديد"، أن المواقع المستهدفة الثلاثة في اليومين الماضيين، وهي معسكر التاجي وقصور الموصل الرئاسية والزبير في البصرة، لا تحوي أي نشاط لـ"داعش"، و"الكلام الآن يدور حول جماعة مسلحة ترتبط بإيران ولا سيطرة لقادة فصائل "الحشد" عليها، بما فيهم أبو مهدي المهندس وهادي العامري".

وأضاف أن تلك العمليات في حال تكرارها، فإنها "من المؤكد ستجرّ العراق للأزمة بشكل أو آخر، وقد تستهدف واشنطن مواقع داخل العراق ردا على استهداف مواقعها بالكاتيوشا".

ويأتي هجوم البصرة بعد ساعات قليلة من هجوم صاروخي مماثل استهدف موقعا عسكريا يقع داخل القصور الرئاسية في الموصل شمالي المدينة، أكدت وقوعه في بيان عسكري السلطات العراقية، دون أن تكشف عن وجود خسائر أو إصابات، علما أن الموقع المستهدف يضم قوات أميركية بصفة مستشارين مع قوات الجيش العراقي.