مسؤول سوداني لـ"العربى الجديد": خطة لتوطين صناعة الحديد

12 سبتمبر 2016
ثروات طبيعية في السودان (Getty)
+ الخط -


قال وزير الدولة بوزارة الصناعة السودانية، عبدو داود، لـ "العربى الجديد"، إن وزارته وضعت بالتنسيق مع وزارة المعادن استراتيجية قصيرة المدى للاستفادة من خام الحديد المنتج محلياً بجانب حل كثير من المشاكل التى تعترض الصناعة ومن ضمنها الكهرباء.
ولكن مصنعي الحديد في السودان لم يتفاعلوا مع خطوة الوزارة التى بدأت بالتنسيق مع مصر وروسيا والصين للدخول في توطين صناعة الحديد فى السودان، وأرجعوا ذلك الى عدم وضوح سياسات الدولة تجاه القطاع الصناعي بصورة عامة كما أنها تفتقر الى البنيات التحتية اللازمة لهذه الصناعة.
ويقول عاطف عبد القادر، رئيس شعبة الحديد فى السودان، إن قوانين الدولة غير مستقرة ولا يوجد ما يشجع على الاستثمار في هذا المجال، خاصة وأن الحديد سلعة ثقيلة تحتاج الى رأس مال كبير وقانون استثمار قوي وفعال.
وأثبتت دراسات رسمية عن وجود كميات كبيرة من خام الحديد بالسودان تصل الى 52 مليار طن في مواقع مختلفة وبكميات ودرجات نقاوة مختلفة في عدد من ولايات السودان، حيث ينقسم الحديد المكتشف الى نوعين أساسين، رسوبي وهو الأكثر شيوعاً، وتبلغ كمياته 30 مليار طن. والنوع الآخر يأتي مصاحباً للصخور البركانية والحمم الحاوية للخامات ويصل احتياطيه إلى 22 مليار طن.
ويقول عاطف لـ"العربى الجديد"، إن السودان يمكن أن يصبح أكبر منتج للحديد فى العالم، إلا أن وضعيته لن تسمح بوجود من يستثمر فيه للظروف التي يعيشها.
ويضيف: "إذا صدقت الحكومة فى نواياها هذه المرة فإن ذلك يمكن أن يحل أزمة الدولار نهائياً فى السودان. ووفقًا للإمكانيات الكبيرة للمصانع السودانية التى يمكنها أن تصنع الخام محلياً وتصدر ما تبقى منه الى دول الجوار.

ثروة مخبأة

ويستورد السودان حالياً مليون طن سنوياً من خام الحديد، على الرغم من تواجد خام الحديد فى مناطق كثيرة بولايات دارفور"غرب السودان"، حيث توقفت دراسات قام بها مختصون من جمهورية مصر فى السابق، أكدت وجود كميات كبيرة منه.
لكن الخبير الاقتصادي، الفاتح عثمان، يقول لـ"العربى الجديد": لا توجد بنية تحتية مواكبة حتى إذا تم استخراج الحديد من داخل السودان فإن تكلفته ستكون أعلى بالنظر الى تكلفة الاستيراد الحالية، مشيراً الى انعدام الطرق والكهرباء.
ويزعم محللون، أن خام الحديد يحتاج الى طاقة "الفحم الحجري"، وهو غير متوفر فى السودان بكميات اقتصادية ولا يزال في طور الاستكشاف، إضافة الى الغاز. وبالتالي ربما لا تكون هنالك فرصة لتطوير صناعة الحديد فى السودان طالما الطاقة غير متوفرة.
لكن الوزيرعبدو داود، أن السودان سيعمل على توطين صناعة الحديد بالداخل وفقاً لتوجهها القائم على ربط الإنتاج بالتصنيع.
وفي هذا الصدد، قال أحد الوزراء: "نحن ننظر الى القطاع الصناعي من منطلق واحد، وهو ما حدا بنا لوضع استراتيجية لتصدير خام الحديد وفق خطة محكمة".
يذكر أن السودان بحاجة ماسة الى تطوير الصادرات التي تجلب له العملات الصعبة حتى يتمكن من دعم العملة السودانية التي تواجه انهياراً أمام الدولار.



المساهمون