قال مسؤول تركي كبير، يوم الجمعة، إن الاتفاق المفاجئ لتعليق العملية العسكرية التركية في شرق الفرات في الشمال السوري كان متوقفا على طلب الرئيس رجب طيب أردوغان بأن توافق واشنطن على تحديد مدة أي اتفاق لوقف لإطلاق النار.
وصرح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة "رويترز": "كان واضحا أن محادثات بنس في تركيا لن تكون سهلة". وحتى قبل هبوط طائرته في أنقرة، كانت تركيا قد رفضت دعوة بنس إلى وقف إطلاق النار، ما لم توافق "وحدات حماية الشعب" الكردية على الانسحاب من "منطقة آمنة" بعمق 20 ميلا (32 كيلومتراً) على طول الحدود.
وقال المسؤول نفسه "كانت هناك خلافات كثيرة" في المحادثات. لكن القضية الأساسية كانت إصرار تركيا على ألا تكون الهدنة مفتوحة المدة. وأضاف: "النقطة الحاسمة في الاجتماع كانت عندما طلب أردوغان تحديد موعد نهائي إذا أرادوا توقف العمليات".
ثم تابع: "قال أردوغان يمكن أن تكون 24 أو 48 ساعة. وقال بنس إن ذلك إطار زمني قصير للغاية، وإنه لا يمكنه اتخاذ هذا القرار بنفسه".
ومع رفض الرئيس التركي تقديم تنازلات، جرت مناقشة المسألة في اجتماع ثان موسع. وقال المسؤول التركي لـ"رويترز": "بعد مناقشات، تم الاتفاق على مهلة مدتها 120 ساعة. بمجرد تسوية هذه المسألة، سرعان ما تحقق تقدم بشأن القضايا الأخرى".
من جهته، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنه "في مرحلة ما، سأل أردوغان عن المدة التي ستستغرقها "وحدات حماية الشعب" للانسحاب، ونحن (الوفد الأميركي) اعتبرنا ذلك بصيص أمل في أن الأتراك مستعدون لإبرام اتفاق". وأدى الاتفاق إلى تهدئة التوتر في شمال سورية، لكن هناك مؤشرات على أن الهدنة المؤقتة هشة.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الجمعة، أنه بعد مرور 24 ساعة على إبرام الاتفاق لوقف القتال بين الأتراك والأكراد في شمال سورية، فإن الوضع في تحسن. وقال بومبيو للصحافيين بعد عقده اجتماعات في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "هناك بعض النشاط اليوم، لكن أيضا رأينا بعض النشاط الإيجابي جدا".
وأضاف بومبيو: "نحن نأمل في الساعات المقبلة أن الأتراك الذين كانوا جزءا من الاتفاق إلى جانبنا، بالإضافة إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب في المنطقة، أن يلتزموا بجدية بالالتزامات التي قطعوها".
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، من أن أنقرة ستستأنف عمليتها العسكرية الأسبوع المقبل في سورية، في حال لم ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة آمنة" تسعى تركيا لإقامتها بمحاذاة حدودها.