أقر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد، ظهر اليوم الاثنين، أن إسرائيل "تسعى دائماً للحفاظ على علاقات مستقرة مع تركيا، وأنها تدرس دائماً السبل الكفيلة بتحقيق ذلك".
وجاءت تصريحات جولد اليوم، بحسب موقع معاريف، على أثر تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال فيها "إن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل سيؤدي إلى تحسين الأوضاع في الشرق الأوسط".
واعتبر موقع معاريف أن تصريحات جولد جاءت رداً على أقوال أردوغان، مشيراً إلى أن تصريحات الأخير "حملت تلميحاً لتحسن محتمل في العلاقات بين إسرائيل وتركيا".
ونقل موقع معاريف أن أردوغان قال للمراسلين الذين رافقوه أثناء عودته من زيارة لتركمنستان، إن "تطبيع العلاقات مع إسرائيل ممكن، وإن بمقدور الطرفين التوصل إلى تسوية بشأن تعويض عائلات ضحايا السفينة إيفا مرمرة، وإذا رفعت إسرائيل الحصار المفروض على الفلسطينيين".
وأورد الموقع الإسرائيلي أن تصريحات أردوغان هذه نشرت في صحيفة "يني سباك" صباح اليوم. وبحسب الصحيفة المذكورة فقد صرح أردوغان "بأن المنطقة ستربح كثيراً من تطبيع العلاقات، وقد وضعنا ثلاثة شروط: الاعتذار، وقد تم، والتعويض الذي لم يتم بعد، ورفع الحصار عن الفلسطينيين، إذا تم حل مسألتي التعويض والحصار فيمكن عندها العودة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
اقرأ أيضاً: الكرملين: إلغاء قمة مقررة بين بوتين وأردوغان في روسيا
وسبق للمسؤول عن دائرة أوروبا في الخارجية الإسرائيلية، أن زار تركيا قبل أسبوعين بموازاة مشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر المناخ العالمي في باريس.
وذكر موقع يديعوت أحرونوت بتاريخ 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن نائب مدير قسم أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أفيف شيرؤون، قام بزيارة رسمية وعلنية لتركيا. والتقى شيرؤون خلال زيارته المذكورة بعدد من أعضاء البرلمان التركي، وبرئيس بلدية إسطنبول، وبمسؤولين كبار في وزارة الخارجية التركية.
وأعلن شيرؤون في تصريحات مع وسائل الإعلام التركية، أن زيارته تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وبحثت التطورات الإقليمية.
وكانت العلاقات التركية – الإسرائيلية، تدهورت بشكل كلي بعد أن اعترضت قوات "الكوماند" البحري الإسرائيلي في مايو/أيار2010 أسطول الحرية الذي كان في طريقه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وقامت القوات بعملية إنزال على السفينة "إيفا مرمرة" التي رفعت العلم التركي، وقتلت خلال عملية الإنزال 11 متطوعاً تركيا.
وادعت إسرائيل لاحقاً، أن الشهداء الأتراك كانوا مسلحين، وأنهم قاوموا خلال عملية الإنزال بمهاجمة الجنود الإسرائيليين. وطالبت تركيا باعتذار رسمي إسرائيلي، وبتعويض عائلات الضحايا ورفع الحصار عن قطاع غزة.
اقرأ أيضاً: الانحياز الإسرائيلي لروسيا ضد تركيا
واضطر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بعد تعنت لعدة سنوات، بعد تدخل من الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى الاتصال هاتفياً بالرئيس التركي وتقديم اعتذار له، لكن المفاوضات بين الطرفين حول التعويضات لم تثمر عن نتائج رسمية لغاية الآن.
واستغلت إسرائيل الأزمات اللاحقة، وبخاصة التأييد التركي الرسمي والشعبي لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية خلال العدوان على قطاع غزة في الصيف الماضي، تحت مسمى "الجرف الصامد"، (استغلت) الأوضاع، وبادرت أكثر من مرة للتلميح إلى "دعم تركيا للإرهاب الفلسطيني" كما يصف الاحتلال.
وتحولت تركيا إلى أكثر الدول المكروهة في إسرائيل، وضعفت حركة السياحة الإسرائيلية إلى تركيا، وارتفعت دعوات من الاحتلال لمقاطعة المنتجات التركية .
كما سعت إسرائيل إلى استغلال الأزمة التركية – الروسية بعد إسقاط تركيا لمقاتلة روسية اخترقت المجال الجوي التركي، إذ اعترف وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون، بأن مقاتلة روسية اخترقت أيضاً المجال الجوي الإسرائيلي، إلا أن الأخيرة لم تطلق النار عليها خلافاً لتركيا.
وسعت إسرائيل إلى استغلال الحادثة لتعزيز علاقاتها مع روسيا، عبر استغلال التوتر بين أنقرة وموسكو.
اقرأ أيضاً: محمود عباس: الهبّة الفلسطينية مبررة ولا أحد وراءها