أكد مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في قطاع غزة، بو شاك، عدم وجود حل سياسي قريب يلوح في الأفق لمواجهة أزمات قطاع غزة، علاوة على وجود تخوف من وضع التمويل الدولي، ما يهدد بتأثر برامج "الأونروا" وخدماتها.
وأوضح بو شاك خلال برنامج الصالون الصحافي الذي نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، أنّ "الأونروا ستواجه المصاعب والتحديات، لكنها ستحاول التغلب عليها حتى لا تتوقف خدماتها الأساسية، إذ يجتمع المفوض العام للأونروا بيير كرينبول، مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من أجل المساهمة في الحصول على خدمات مستدامة".
وأشار إلى أن "قطاع غزة ما زال يواجه التحديات الرئيسية، ومنها الحصار الإسرائيلي، الذي يحدث الأذى ويقوض فرص التوظيف، علاوة على مشاكل الكهرباء، والمياه، وحركة المواطنين على المعابر، كذلك مشاكل في الحصول على فرص عمل، وازدياد نسب البطالة في الوقت الحالي".
وبيّن أن المشكلة في قطاع غزة ليست مشكلة طعام، بل مشكلة حصار سياسية، "ومع ذلك، نحن نقوم بتقديم المساعدات الغذائية لأفقر الفقراء، لنبقى الدعامة التي تساند اللاجئين، ونقدم كل ما نستطيع من أجل حشد وتوفير التمويل من أجل تحاشي الوقوع في الأزمات السابقة، التي واجهتها خلال الأعوام الأخيرة".
وشدد بو شاك على وقوف الأونروا مع اللاجئين الفلسطينيين، في دعم حقوقهم، وأنها شاهدة على ما يواجهون، وتعمل ما بوسعها من أجل دعم سبل العيش تقديراً منها للظروف المعيشية الصعبة، لافتاً إلى أن دعم حقوق اللاجئين لن يتغير، كذلك ستستمر البرامج الداعمة لهم.
وفي ما يتعلق بقضية إعادة الإعمار، بَيّن أن الأونروا بدأت بإعادة إعمار نحو ألفي وحدة سكنية خلال عام 2016، وأوضحت أنها ستنجز الملف خلال العام ذاته، إلى أن توقفت التصريحات الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2016، ولمدة ستة أشهر، ما أدى إلى تأخير عملية الإعمار.
وأوضح أنه ومع بداية عام 2017، تم البدء بإعمار 1300 منزل، ما يشير إلى أن هناك تقدماً كبيراً في هذا الملف، مضيفاً "واجهنا عدة مشاكل في ما يتعلق بالموافقات الإسرائيلية"، متوقعاً في الوقت ذاته إعمار نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف وحدة سكنية مع نهاية عام 2017.
وأشار بو شاك إلى أنه ومع حلول عام 2017، "تمت ملاحظة الازدياد الكبير في عدد الطلاب في مدارس الأونروا، ما دفعها إلى الاستمرار في برامجها الخاصة ببناء المدارس، وتوظيف عدد من المعلمين لاستيعاب تلك النسبة"، مبيناً حصول الأونروا على موافقات إسرائيلية لبناء مدارس، وأنها قامت بإصلاح نصف العدد المُدمر خلال الحرب.
وشدد على أهمية وجود حل سياسي للأزمات في قطاع غزة، يمكن تقبله والتعامل معه، لافتاً إلى أن الأونروا واجهت خلال عام 2016 عجزاً بقيمة 70 مليون دولار، لكن هذا العجز تم تخطيه مع حلول عام 2017، مضيفاً "نستمر بتقديم خدماتنا، ومن المبكر الحديث عن عجز مالي، لأننا لا زلنا نتحدث مع المانحين والدول الأعضاء".