وخلال اجتماع مع اللجنة الإدارية التنموية خلال زيارته لمشهد شمال شرقي إيران، أضاف روحاني، اليوم الاثنين، أن بلاده التزمت بتعهداتها، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي خطابه لأطراف داخلية تنتقد الاتفاق، قال الرئيس الإيراني: "البعض يتساءلون عن الفوائد التي حققها الاتفاق النووي، وعلي القول إنه أمن الدواء والمستلزمات الطبية، وألغى العقوبات الظالمة".
واعتبر روحاني أن "إيران أقنعت العالم بأنه لا داعي للقلق منها، واستطاعت إنهاء محاولات شيطنتها، وحصلت على ثقة الأمم المتحدة"، منتقدا من يلومونه على قبول الاتفاق النووي، مشددا على أن "الثقة بالآخرين نسبية، ولا يمكن أن تكون مطلقة، والتشاؤم من النتائج لا يعني عدم خوض التجارب".
ورأى الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة تحاول، منذ انتصار الثورة الإسلامية، منع إيران من امتلاك القوة، أو أن تصبح دولة ذات سيادة، معتبرا أن "وجود دور إيراني إقليمي يزعج البعض"، نافيا وجود نية لدى بلاده تتعلق برغبتها في امتلاك قنبلة نووية.
أما وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي حضر اجتماعا مع نواب البرلمان الإيراني، وقدم توضيحات على صلة بمسألة الاتفاق النووي، فنقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن الدائرة الإعلامية في البرلمان تأكيدها أن ظريف قال للنواب إنه "لا يمكن الحديث في الوقت الراهن عن مستقبل الاتفاق، ويجب الانتظار حتى الإعلان عن قرار ترامب"، إلا أنه أوضح أن "طهران ستخرج من الاتفاق إذا ما قررت واشنطن ذلك من جهتها".
وأكد ظريف أنه التقى بالوزير الأميركي الأسبق، جون كيري، حين كان في نيويورك مؤخرا، وأفاد بأنه عقد محادثات مع مسؤولين في دوائر صنع القرار، ومن النخبة السياسية الأميركية ممن كانوا على صلة بالمفاوضات النووية في السابق، فنقل لهم بعض المعطيات، مؤكدا أن "إيران التزمت بما عليها، ومقتنعة بأن واشنطن غير أهل للثقة".
ورأى وزير الخارجية الإيراني أن "القرار الأميركي لا يتأثر فقط بالبيت الأبيض، فهناك ساسة كثر خارجه قادرون على إحداث فرق"، مبررا بذلك سبب لقائه بكيري وبآخرين، وطمأن النواب بالقول إن "إيران ستتخذ قرارات للرد تتناسب ومصلحتها، فإذا ما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق فلن يصب ذلك لصالحها، وسيتسبب بعزلة دولية لها".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده الاثنين، إن "خروج واشنطن من الاتفاق سيؤدي لتبعات مؤلمة وثقيلة ستدفعها الولايات المتحدة التي ستندم على فعلتها"، بحسب تعبيره، مضيفا "لا يمكن توقع القرار الأميركي، وعلينا التحلي بالصبر، لكن للاتفاق مواصفاته، والخروج منه لن يقبل ببساطة".
وأوضح قاسمي أنها "ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن الخروج من الاتفاق"، معتبرا أن "انتهاك العهود من قبل أميركا ليس مسألة جديدة كذلك، لكن انسحابها من الاتفاق سيثبت لكل الدول أنها غير أهل للثقة".
وأكد أن "طهران لن تكون الطرف الأول الذي سيخرق الاتفاق أو سيخرج منه، لكنه وبحال تحوله لاتفاق لا يعود بالفائدة على الإيرانيين، فستتخذ البلاد قرارا مناسبا".
وعن الخيارات التي تتحدث عنها إيران، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية سيكون واحدا منها، لكن القرار سيعتمد على طبيعة الخطوة الأميركية القادمة".
وعن الأنباء المتعلقة بتفاوض إيران مع أطراف أوروبية حول دورها الإقليمي، نفى قاسمي أن تكون طهران قد توصلت مع هؤلاء إلى اتفاق جديد، وقال إن "جولة محادثات عقدت في روما مؤخرا أتت استكمالا لجلسة عقدت على هامش مؤتمر ميونخ في وقت سابق مع ممثلين عن أربع دول أوروبية، بحثت سبل الوصول لحل سياسي لأزمة اليمن".