يقف الفلسطيني ذيب النجار إلى جانب زملائه من المزارعين، أمام مقر الأمم المتحدة، للمطالبة بحقه في زراعة أرضه بحُرية ودون التعرض لمضايقات الاحتلال الإسرائيلي، مثل إطلاق النار وتجريف الأراضي وتدمير شبكات الري وغيرها.
واحتج مئات المزارعين والصيادين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، وسبقت الاحتجاج مسيرة حاشدة دعا لها اتحاد لجان العمل الزراعي رفضًا للحصار وتنديدًا بسياسات الاحتلال بحق الغزّيين، ومنادين بشعارات "أرض. حرية. كرامة وطنية".
ويوضح النجار لـ"العربي الجديد"، أن "الحصار الإسرائيلي خنق المزارعين الفلسطينيين، على اعتبار أن المزارع ركن أساسي في بناء الدولة، الأمر الذي يجعل الاحتلال يتعمد استهدافهم وتخريب أراضيهم، ومنعهم من القيام بزراعة أراضيهم".
يقف المزارع نائل عياد بجانب النجار، ليؤكد على معاناته في زراعة أرضه الواقعة على الحدود الشرقية لمدينة غزة. ويقول لـ"العربي الجديد": "لم أعد أستطيع العمل في أرضي، وبالتالي انعدم مصدر الدخل لي ولعائلتي، وما زال الاحتلال يحاصرنا من كل جانب وأوضاعنا تزداد سوءًا".
وبين الصياد الفلسطيني أبو محمد بكر، لـ"العربي الجديد"، أن الانتهاكات الإسرائيلية لا زالت تطاول الصيادين الغزّيين، بين إطلاق النار المتعمد، ومصادرة المراكب والاعتقال، إضافة إلى أن المضايقات تمارس بشكل يومي في ظل صمت المجتمع الدولي وعدم إدانة الاحتلال على أفعاله.
ويشير بكر إلى أن المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي عليها إيقاف تلك الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الغزّيين، وإنهاء الحصار المستمر على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.
ولم يغِب العنصر النسوي عن الوقفة الاحتجاجية، إذ وقفت الحاجة نعمة منصور، إلى جانب غيرها من المزارعات الفلسطينيات، للمطالبة بحقها في إعادة زراعة أرضها الحدودية، خاصة بعد تدميرها وشبكة الري وتجريفها من قبل مدرعات إسرائيلية.
وقالت لـ"العربي الجديد"، إن المجتمع الدولي مطالب بممارسة دوره في مساعدة الفلسطينيين وتوفير الحماية للمزارعين أثناء ممارسة عملهم داخل أراضيهم الحدودية دون مضايقات، وإعادة إصلاح ما خربه الاحتلال من الأراضي الزراعية المملوكة للغزّيين.
إلى ذلك، يوضح ممثل اتحاد لجان العمل الزراعي، محمد البكري، أن الوقفة الاحتجاجية والمسيرة الحاشدة من المزارعين والصيادين الفلسطينيين، جاءت لتقول "كفى حصارًا وصمتًا من قبل المجتمع الدولي، مطالبين إياه بإدانة الحصار الظالم على القطاع كما فعل قبل أيام بالاستيطان الإسرائيلي".
ويضيف خلال كلمته على هامش الوقفة، أنه على الأمم المتحدة ممارسة دورها بالضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، مطالبا "السلطة الفلسطينية بالعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي جلب الفائدة للاحتلال".