وتسبب فتح العبارات الإسرائيلية بغرق وتدمير مئات الدونمات الزراعية إلى الشرق من مدينة غزة، وتخريب البنية التحتية، علاوة على تكبيد المزارعين خسائر فادحة نتيجة تجريف المحاصيل الزراعية، والتي تعتبر مصدر الرزق الوحيد للمزارعين الفلسطينيين.
ويقول محمود شمالي من منطقة "قِلِج" شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إنّ فتح العبارات الإسرائيلية تسبب بتجريف محاصيله الزراعية، وكذلك تجريف البنية التحتية وشبكة الري، وألحق بأرضه خسائر كبيرة.
ويوضح لـ"العربي الجديد" أن أرضه الزراعية ومساحتها 33 دونماً تم إغراقها بشكل كامل، بعد إغراق كل المنطقة بمياه الأمطار، والتي تم فتحها بشكل مفاجئ وقوي على أراضي المواطنين الزراعية.
وكانت أرض شمالي تحتوي على المحصول الشتوي، كالفول، البطاطس، الفجل، السلق، اللفت، الجرجير، الملفوف، البازيلاء، البصل، الكرنب، وغيرها"، قبل أنّ ينهار تعب الأشهر الماضية في لحظة.
ويشير شمالي إلى أنّ "الدمار سيلحق كذلك بالموسم القادم والذي يبدأ التحضير له خلال شهر فبراير/شباط، لزراعة المحصول الصيفي".
ويوافقه في الرأي بهاء شمالي ويعمل في الزراعة إلى جانب والده وأشقائه، مبيناً أن أرضهم الزراعية وتقدر مساحتها بنحو 35 دونماً تم إغراقها وتدميرها بشكل كامل، وتخريب كل المحاصيل الشتوية التي تمت العناية بها على مدار الأشهر الماضية.
ويضيف لـ"العربي الجديد" أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقوم كل عام بفتح عبارات مياه الأمطار باتجاه الأراضي الزراعية، ويتسبب بالخسائر، لكن اللافت هذا العام أن كمية المياه، وسرعة تدفقها كان الأقسى والأكبر، ما تسبب بأضرار كبيرة في الأراضي والمحاصيل الزراعية.
وأدى تدفق المياه القوي إلى تجريف المحاصيل الزراعية والتي كانت على موعد مع القطاف، كذلك حَوّل الأراضي الزراعية إلى بِرك مياه ستبقى حتى شهر إبريل/ نيسان، وفق بهاء، الذي يشير إلى أنّ ذلك يعني أن المزارع لن يتمكن من التحضير لموسم الصيف في الشهر القادم، والذي تتم فيه زراعة البطيخ، الشمام، البامية، الفقوس، الكوسا، الخيار، وغيرها من الخضر.
الخسائر كانت مضاعفة عند المزارع ناهض سُكر (48 عاماً)، والذي كان قد استأجر الأرض التي زرع فيها محاصيله، ويقول إنه خسر إلى جانب ثمن استئجار الأرض، المحاصيل الزراعية، والشبكة التي كانت تغذيها نتيجة تدفق مياه العبارات الإسرائيلية.
ويوضح سُكر الذي يعيل أسرة مكونة من 10 أفراد لـ"العربي الجديد"، أن الخسائر كبيرة نتيجة خراب الموسم الشتوي، والموسم القادم، داعياً وزارة الزراعة والمؤسسات والجهات المعنية إلى تعويض المزارعين.
من ناحيته؛ يبين أدهم البسيوني المتحدث باسم وزارة الزراعة، والتي نظمت اليوم الأربعاء جولة ميدانية في المنطقة المتضررة، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إحداث الخسائر، بعد فتح العبارات والسدود من جانبه باتجاه أراضي المزارعين الفلسطينيين.
ويبين لـ"العربي الجديد"، أن حجم الخسائر بلغ نصف مليون دولار نتيجة انجراف التربة والمحاصيل الزراعية، والبنية التحتية لحوالي ألف دونم، كذلك تدمير نحو 100 صندوق من خلايا النحل، وتجريف المزارع ونفوق مئات الطيور، لافتاً إلى أن الوزارة تتواصل مع المؤسسات والجهات المعنية لإغاثة المزارعين، ومحاولة تأهيل الأراضي الزراعية، تحضيراً لزراعتها.