مزارعو "بيت أمر" يواجهون جرافات المستوطنين

08 ابريل 2015
إحدى المزارع في الضفة الغربية (GETTY)
+ الخط -



قد يخسر الفلسطينيون أشهر سلال الفاكهة المميزة عندهم، بعد أن أقدم مستوطن على وضع يده دون سابق إنذار على أراضي فلاحين فلسطينيين في بلدة بيت أمر جنوب الضفة الغربية المحتلة، لصالح توسيع كلية عسكرية في المكان.

وسلّة الفاكهة اسم يحلو للفلاحين الفلسطينيين إطلاقه على بلدة بيت أمر الواقعة شمال مدينة الخليل، نظراً لمواظبة مزارعيها على زراعة أراضيهم بالفاكهة مختلفة الأنواع وتصديرها لبقية المدن الفلسطينية الأخرى، إضافة إلى تزيين آلاف الدونمات فيها بحقول العنب الخضراء، ولكن ثمة من في المكان لا يريد للفلسطيني وجوداً في أرضه.

فبعض الفلاحين الفلسطينيين توجهوا صباح اليوم كعادتهم للعمل في أراضيهم، إلا أنهم فوجئوا بجرافة تابعة للاحتلال تقوم بعمليات تجريف وتسييج فيها على مساحة تبلغ قرابة (1000 دونم) والعمل على ضمها لصالح مستوطنة "مجدال عوز" المقامة أساسا على أراضيهم. وأبلغوا أن أمراً صادراً عن أحد عناصر أمن المستوطنة يفيدهم بنيته الاستيلاء على تلك الأراضي مدعياً أنه يملكها.

ويقول الناشط في اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أمر، يوسف أبو مارية لـ"العربي الجديد" إن المستوطنين قاموا، اليوم الأربعاء، بوضع زوايا حديدية تمهيداً لتسييج أراضي الفلاحين على طول 2600 دونم، بغرض السيطرة عليها وضمّها للمستوطنات إضافة إلى توسيع كلية عسكرية يقيمها الاحتلال هناك.

وأضاف بأنه توجه برفقة الفلاحين وعدد من نشطاء اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان إلى المنطقة الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية للبلدة، وجرى حوار بينه وبين المقاول اليهودي الذي جلبه المستوطن للإستيلاء على الأرض، وأبلغه بأن المستوطن أو ما يسمى بمسؤول أمن المستوطنة طلب منه القيام بذلك، مدعياً بأنه يملك خرائط للمكان ويملك الأرض ويريد ضمها.

النشطاء والفلاحون الذين يملكون أوراقاً تثبت ملكيهتم لأرضهم اعتصموا في المكان، فيما رفض مسؤول المستوطنة مواجهتهم، واعترضوا طريق الجرافة وأجبروا المقاول على الانسحاب من الأرض وإخلاء معداته منها، إضافة إلى تخليه عن العمل بمشروع التسييج والمشاركة في الاستيلاء على أراضي الفلاحين تجنباً للاحتكاك معهم.

ويوضح أبو مارية أنه في حال تم الاستيلاء على تلك المساحات الشاسعة من الأراضي المزروعة بحقول العنب والفاكهة، والتي تعتبر سلة غذائية لبلدة بيت أمر والضفة الغربية المحتلة، فإن عشرات العائلات ستحرم من مصدر رزقها وقوت يومها، إضافة إلى حرمانها من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى السيطرة على تلك المنطقة وضمها إلى تجمع "غوش عتسيون" الاستيطاني ومحاولة إنهاء الوجود العربي الفلسطيني بالقرب منها.

وتواصل الفلاحون واللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان مع عدد من المؤسسات القانونية لرفع قضية على المستوطنين من أجل منعهم من تنفيد مخططهم، في الوقت الذي سيستعد فيه الفلاحون وأهالي بلدة بيت أمر للقيام بعدد من الإجراءات الفعلية على تلك الأراضي من بينهما تنظيم مسيرات شعبية من أجل ضمان عدم تمكن المستوطنيين من تسييج الأراضي وضمها.

اقرأ أيضاً: