مريم صالح... مدد يا شيخ إمام

24 سبتمبر 2018
أدّت أغاني للشيخ على قالب الروك (العربي الجديد)
+ الخط -
ربّما لن ننتهي من التعداد، إذا رحنا نذكر الفنانين الذي استعادوا وأدّوا أغنيات الشيخ إمام (1918 - 1995)، خصوصاً إبّان ثورة 25 يناير، وبعدها، حتى يومنا هذا. شيرين عبده، كمال خليل، ساندي شمعون، إلى جانب فرق كثيرة، مثل "اسكندريلا" و"مسار إجباري". حتى أنّ هناك فرقاً حملت أسماء أغانيه. 100 عام مرّت على ولادة صاحب "أنا توب عن حبّك"، ولا تشكّل استعادته هذا العام، على كثير من المسارح العربية، استثناءً؛ لأنه حاضرٌ في كل عام. 
في السابع والعشرين من الشهر الجاري، يستضيف "مترو المدينة"، في بيروت، الفنانة المصرية مريم صالح، بحفل عنوانه "مدد يا شيخ إمام". تؤدّي صالح أغنيات صاحب "قيدوا شمعة" ضمن قالب مختلف، إذ لا تعتمد، غالباً، على التوزيع التقليدي، الذي يتألّف من إيقاع وعود، وأحياناً التخت الشرقي بأكمله، وإنما تذهب إلى توزيع آخر كلياً، كما في ألبومها "حلاويّلا"، الذي صدر عام 2015.

تضمن الألبوم خمس أغنيات للشيخ إمام، هي "فاليري جيسكار ديستان"، و"نيكسون بابا"، و"يويو"، و"حلاويلا"، و"شال الهوى". وزّع الألبوم الموسيقي اللبناني زيد حمدان. حينها، لم يكن حمدان يعرف الشيخ إمام، وحين استمع إلى أغانيه أعجبته، فعمل على "حلاويلّا" مع صالح، ووزّع الأغاني على قالب الروك.



يُلاحظ أن الأغاني الخمس التي تضمّنها الألبوم، ساخرة. لماذا اختارت صالح هذه الأعمال؟ في حديثٍ سابق لها مع "العربي الجديد"، قالت: "الكوميديا السوداء هي أقرب الطرق للوصول إلى الناس". وبهذه الطريقة، تختار صالح، أيضاً، كلمات أغانيها. في الحديث نفسه، توضح صالح: "وجدت أنه لا بد من تقريب المسافة بين جمهور أغاني الشيخ إمام، وجمهور الروك، لذلك بدأت بالتفكير في إنشاء فرقة "بركة"، وقدّمتُ من خلالها عدة أغان لي، وبعض أغاني الشيخ إمام بنكهة الروك". وفعلا، هذا ما عملت صالح، إذ ذهبت إلى إعادة توزيع أعمال الشيخ إمام على قالب الروك، وكانت تجربتها لافتة بالنسبة إلى الجمهور. إلا أنها، في حفلها المقبل، لن تعتمد توزيعاً إلكترونياً، أو على قالب الروك، وإنما ستعود إلى التوزيع التقليدي، من خلال مرافقة كل من خالد علّاف (عود) وأحمد الخطيب (رق) ومازن ملاعب (كاتم وطبلة)
من جهةٍ أخرى، إلى جانب صالح، حاولت مجموعات غنائية في لبنان وفلسطين إعادة توزيع الأغاني في حدود نفس الآلات البسيطة التي عُرف بها الشيخ إمام، كالعود والإيقاع والأصوات، مثل فرق "الراحل الكبير" و"يلالان"، بينما فضلت مجموعات غنائية أخرى، مثل "بركة" و"مادو" و"بهية"، إعادة تقديم أغاني إمام بمحاولة توزيعها موسيقياً بما يلائم الآلات التي تستخدمها، مثل الغيتار والباص غيتار والدرامز.

في الأغلب، لم يلائم هذا طبيعة الأغاني الأقرب إلى طبيعة الفلكلور المصري من حيث تكوين الجملة والمقامات الموسيقية المستخدمة، وأصبح الناتج خطاً موسيقياً موازياً مقحماً على اللحن الأصلي، متنافراً معه، ولا يعبر عن الحالة التي صنعت من أجلها الأغاني، أو في أفضل الأحوال؛ لم يكن هذا النمط أكثر من "سنيد" للقالب الأصلي، لا يضيف بدوره شيئاً.
دلالات
المساهمون