استهدفت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، مواقع لقوات النظام السوري في ريف محافظة القنيطرة، جنوبي البلاد، وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ ذلك يأتي رداً على عملية زرع العبوات الناسفة التي تم إحباطها، الأحد، جنوبي هضبة الجولان.
وتصدّت الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري للهجمات الإسرائيلية، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام النظام الرسمية، مشيرةً إلى أن أضرار القصف الذي استهدف مواقع عسكرية اقتصرت على الماديات.
في المقابل، سارع جيش الاحتلال إلى الإعلان بعد أقل من ربع ساعة من الهجوم عن مسؤوليته عن قصف الأهداف السورية.
وجاء في بيان رسمي صدر عن جيش الاحتلال، أنّ "المواقع التي استهدفها القصف الإسرائيلي تشمل مواقع رصد واستطلاع، ووسائل لجمع المعلومات، ومدفعيات مضادة للطائرات ووسائل قيادة وسيطة في قواعد للجيش السوري".
وحمّل البيان النظام السوري مسؤولية "كل عملية تنطلق من أراضيه، وأنه يواصل العمل ضد أي مسّ بسيادة دولة إسرائيل".
واستبقت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجمات، وأعلنت قبل وقوعها بساعتين تقريباً أنّ التقديرات في جيش الاحتلال تشير إلى أنّ محاولة خلية عسكرية زرع عبوات ناسفة ليلة الأحد الإثنين، في جنوب سورية، عبر اجتياز الحدود باتجاه الجولان السوري المحتل، جاءت من قبل مليشيات تابعة لإيران، تنشط في الجولان، وليست من قبل "حزب الله" اللبناني.
وأشارت هذه التقديرات التي تم نشرها في وسائل الإعلام، إلى أنه سبق لإيران أن استخدمت مليشيات محلية تابعة لها في جنوب سورية وأخرى تم إرسالها من الخارج لدعم النظام السوري في قمع الثورة السورية لأغراض مشابهة.
وكان الاحتلال أشار مع إعلانه عن رصد وتصفية خلية حاولت زرع عبوات ناسفة على الحدود، إلى أنه لا يعتقد أنّ "حزب الله" وراء العملية، وإن كان لا يستبعد ذلك.
مع ذلك، فإنّ التقارير الإسرائيلية التي نشرت، مساء الإثنين، قبل القصف بنحو ساعتين، كانت مؤشراً على نية الاحتلال استهداف مواقع في سورية، خاصة أن الناطق الرسمي بلسان جيش الاحتلال، هايدي زيلبرمان، قال إن دولة الاحتلال تعتبر النظام السوري مسؤولاً عن العملية.
بدوره، اتهم المتحدث باسم جيش الاحتلال، مجموعة مسلحة بمحاولة زرع عبوة ناسفة جنوبي هضبة الجولان، وأشار إلى أنه تم العثور على سلاح بالإضافة إلى حقيبة بداخلها عدة عبوات ناسفة كانت جاهزة للتفعيل ضد قوات جيش الدفاع على بعد 25 متراً من السياج الحدودي داخل الأراضي المحتلة.
في السياق، أشارت صحيفة "هآرتس"، مساء الإثنين، إلى أنّ مسؤولين رفيعي المستوى في جيش الاحتلال التقوا، الإثنين، قائد القوات الدولية في الجولان "أندوف" وقدموا أمامه احتجاجاً رسمياً على محاولة زرع عبوات ناسفة على الحدود في الجولان.
وتستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي مواقع لقوات النظام والمليشيات الإيرانية جنوب وشرق سورية بشكل متكرر، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف تلك القوات.