مركز علاج نفسي خاص بالمسلمين في الولايات المتحدة

05 مارس 2019
استشارات نفسية ودينية في المركز (إسلام دوغرو/الأناضول)
+ الخط -


يسعى مركز للعلاج النفسي بالولايات المتحدة إلى تقديم خدماته للمسلمين مراعياً مبادئهم الدينية، ويفيدهم في الوقت نفسه من علم النفس المعاصر.

ويقوم المركز، الذي يحمل اسم "خليل سنتر" بالاستماع للمشاكل النفسية الفردية، والعائلية والاجتماعية للمسلمين، والعمل على تقديم حلول تجمع بين الحقائق العلمية لعلم النفس المعاصر والمبادئ الإسلامية والقيم الدينية.

وتعود فكرة المشروع إلى وقف الزكاة، الذي يعدّ من أبرز الجمعيات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة.

وقال رئيس وقف الزكاة وأحد المساهمين في إنشاء المركز، خليل دمير لـ"الأناضول"، إن المشاكل النفسية تصنّف بين أبرز المشاكل حول العالم. وأضاف أن العائلات المسلمة في الولايات المتحدة، وبالأخص الشباب منهم، لديها العديد من المشاكل التي تؤدي بدورها إلى مشاكل أخرى من الصعب علاجها.

وأوضح دمير أن المسلمين في الولايات المتحدة، عادة ما يواجهون أحكاماً مسبقة وتمييزاً عنصرياً عند ذهابهم إلى مراكز العلاج النفسي العادية، التي تتجاهل قيمهم الدينية والثقافية، ما يسبب الحرج لهؤلاء.

وتابع قائلاً: "النساء المسلمات ممن هاجرن إلى الولايات المتحدة، أو اللاتي ولدن هنا، يواجهن صعوبات كبيرة في الحصول على دعم نفسي. وانطلاقاً منا بضرورة عثورنا بأنفسنا على حلول لمشاكلنا، قمنا بتأسيس هذا المركز".

من جهتها، قالت منهال بيغاوالا، وهي هندية الأصل وإحدى الطبيبات المعالجات لدى فرع مركز "خليل سنتر" المفتتح حديثاً في نيويورك، إن المركز يمزج في حلوله بين القيم الإسلامية ونفسية الإنسان.

وأضافت بيغاوالا، التي ولدت ونشأت في الولايات المتحدة، أن هناك بعض الأشخاص الذين يقدمون خدمات كهذه، إلا أن "خليل سنتر" هي الجهة الأولى والوحيدة التي تقدم هذه الخدمات على صعيد مؤسسة رسمية في الولايات المتحدة.

وأوضحت أن الفريق الصحّي لدى المركز يتضمن علماء دين أيضاً، يستمعون إلى المشاكل النفسية المتعلقة بالدين لمرتادي المركز. وأشارت إلى تميّز المركز بتفرّده في هذا المجال، عبر مزجه بين المعرفة الإسلامية وبين علم النفس المهني المعاصر.

وشددت على أن من بين الأسباب الأخرى لاختيار "خليل سنتر" من قبل مسلمي الولايات المتحدة ممن يعيشون مشاكل نفسية، "شعورهم بالراحة والأمان والثقة في المركز، ولا سيما أننا نضع بالاعتبار الخلفيات الثقافية والدينية للمرضى".

وقالت فانوس محمودي، أفغانية الأصل وإحدى المعالجات بالمركز، إن أكثر المشاكل التي يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة، هي نشوب خلافات بينهم وبين أبنائهم.

وأرجعت السبب في ذلك إلى أن الآباء والأمهات ولدوا في بلدان ومجتمعات إسلامية، ثم هاجروا إلى الولايات المتحدة وحافظوا على قيمهم ومعتقداتهم الدينية، فيما ولد الأبناء في مجتمع غير مسلم، واعتادوا ثقافة البلد والمجتمع الذي ولدوا فيه، ما يسبب تناقضاً في الأفكار بينهم وبين عوائلهم.

وأوضحت أن العاملين في المركز يجلسون مع الأسر وأبنائها، ويعملون على تقديم حلول مشتركة لهم حول خلافاتهم.

(الأناضول) 
دلالات
المساهمون