مركز أبحاث إسرائيلي يتوقع انهيار روسيا من الداخل

12 سبتمبر 2019
روسيا قابلة للانهيار بسبب مشاكلها الداخلية (Getty)
+ الخط -
توقع "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بارإيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، انهيار روسيا من الداخل بفعل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بها.

وقال المركز، في ورقة تقدير موقف نشرها اليوم على موقعه، إن التجربة التاريخية دللت على أن روسيا قابلة للانهيار بفعل مشاكلها الداخلية، مشيرا إلى أن هذا حدث في العهدين الإمبراطوري والسوفييتي.

وتوقعت الورقة، التي أعدها الباحث إيميلي أفدالياني، أن يحدث الانهيار بشكل مفاجئ، لأن مظاهر التفوق العسكري تجعل القيادة الروسية تغض الطرف عن تأثير التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تتعاظم بشكل مستمر.

ولفت المركز إلى أن المعضلة الرئيسة التي تواجه روسيا تتمثل في جغرافيتها الواسعة وظروف المناخ القاسية، مشيرا إلى أن هذا الواقع يقلص من قدرة الحكومة المركزية في موسكو على ممارسة نفوذها في أطراف البلاد، ولا سيما قت الحاجة والطوارئ، مشيرا إلى أن الحدود الطويلة التي تربط روسيا بدول مرشحة أن تكون عدواً في المستقبل يفاقم خطورة هذا التحدي.

وشدد على أن الضعف الروسي في المجالين الاقتصادي والتقني سيقلص من قدرة الدولة الروسية على البقاء على مدى وقت طويل.
ولفت إلى أن العودة لتجربة الاتحاد السوفييتي تمنح تصورا واضحا حول المأزق الوجودي الذي يواجه روسيا.

وأشار إلى أن استراتيجية "الحرب الباردة"، التي وضعها الدبلوماسي الأميركي جورج كينان، بهدف احتواء الاتحاد السوفييتي، والتي قادت إلى انهياره، استندت إلى إدراك طابع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها الاتحاد السوفييتي، فضلا عن التحديات التي يفرضها طابعه الجغرافي.

ولفت إلى أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بروسيا أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر قادت في النهاية إلى وقوعها تحت الاحتلال البولندي، مشيرا إلى أن روسيا تعرضت للانهيار بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وليس بسبب الضعف العسكري.



وفي المقابل، أشار المركز إلى أنه عندما كانت الأوضاع الاقتصادية جيدة تمكنت روسيا من تحقيق انتصار كاسح على فرنسا بقيادة نابليون، التي كانت تمثل أهم قوة عسكرية في العالم في 1812، إلى جانب أن تحسن الأوضاع الاقتصادية هو الذي مكن الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين من تحقيق انتصاره الحاسم على ألمانيا النازية عام 1941.

وشدد المركز على أنه في حال عمدت الولايات المتحدة إلى استراتيجية احتواء جديدة، فإنها ستقود إلى انهيار روسيا، من خلال توظيف الركود الاقتصادي الذي تعانيه موسكو إلى جانب دفعها لمواصلة إنفاقها عشرات مليارات الدولارات في بناء قدراتها العسكرية.

ولفت إلى أن التجربة التاريخية قد دللت على أن انهيار روسيا يأتي تحديدا بعد مرور عقود من حالة الهدوء على حدودها مع الدول الأخرى.

المساهمون