مركبات اللاجئين الفلسطينيين تجوب الشوارع تأكيداً لحقّ العودة

13 مايو 2018
لقطة من الموكب (العربي الجديد)
+ الخط -

من مخيّم عسكر القديم الواقع في شرق نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، انطلق اللاجئ الفلسطيني عبد السلام محمد حرحر متوجّهاً إلى مدينة رام الله، وهو يقود شاحنة كان قد حصل عليها من أحد أقربائه قبل نحو 20 عاماً.

ومساء اليوم الأحد، وصل حرحر إلى وسط المدينة، بهدف المشاركة في فعالية أقامتها "اللجنة الوطنية العليا إحياءً لذكرى النكبة". وخلال تلك الفعالية، جابت مجموعة من المركبات التي أقلّت اللاجئين الذين هجّروا من ديارهم خلال نكبة فلسطين في عام 1948، شوارع رام الله، تأكيداً للتمسّك بـحق العودة.

وشاحنة حرحر، يعود تاريخ صنعها إلى عشرة أعوام قبل تاريخ النكبة الفلسطينية، وهي أقلّت فلسطينيين هُجرّوا من مدينتَي اللد ويافا، وقد استقرت بهم الأمور في مخيّمات الضفة الغربية. ويحرص حرحر على تأمينها وترخيصها سنوياً، على أمل أن تعيده أو تعيد أبناءه في يوم إلى المدينة التي هُجّرت منها عائلتهم. يقول إنّ "هذه المركبة تحيي فيّ أمل العودة إلى بلدي. لذا لن أبيعها وسوف أبقى متمسكاً بها".



على وقع الأغاني الوطنية، كانت مركبة حرحر ومركبات أخرى تجوب شوارع مدينة رام الله، في حين راحت الأعلام الفلسطينية ترفرف فوقها، إلى جانب أعلام سوداء ترمز إلى النكبة. كذلك، عُلّقت مفاتيح كبيرة ترمز إلى حق العودة فوق عدد من تلك المركبات التي استقلها شباب مقرّبون من سائقيها أو من مالكيها، بينما وقف المتفرّجون الذين لم يرغبوا في تفويت مشهد لا يتكرر.



عصام شقير من بلدة بيت سوريك شمال غرب القدس، راح يصوّر من موقعه على أحد الأرصفة تلك المركبات بهاتفه النقّال. يقول: "هي تثير في نفسي الحنين إلى أرض الأجداد. صحيح أنّني لست لاجئاً، غير أنّ قضية اللاجئين هي قضية كل فلسطيني".

من جهته، يقود محمد إسماعيل من بلدة بيت إيبا غرب نابلس، مركبة قديمة يعود تاريخ صنعها إلى عام 1953. هو اشتراها من صديق له قبل نحو عامَين، بعدما علم بأنّها أقلّت عدداً من اللاجئين خلال النكبة. بالنسبة إليه "هذه المركبة تحمل رائحة الأجداد. وقد أتيت من بلدتي إلى رام الله لتأكيد تمسّكي بحقّ العودة. فالفلسطينيون لن ينسوا أرضهم التي هُجّروا منها".



أمّا خالد الهودلي من مخيّم الجلزون شمال رام الله، فهو من أبناء اللاجئين الذين هُجّروا من بلدة العباسية في قضاء يافا المحتلة في عام 1948، وقد شارك في الفعالية بمركبة خاله علي عرمان الذي توفي قبل نحو 25 عاماً. يخبر الهودلي أنّ "خالي راح يبحث عن هذه المركبة بعد النكبة بنحو 20 عاماً، حتى وجدها في منطقة عيون قارة في الداخل المحتل، واستردّها". يضيف: "وأنا اليوم لن أفرط بها حتى نعود بها إلى قريتنا في يافا".




في السياق، يقول المنسق العام لـ"اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة"، محمد عليان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الفعالية تأتي من ضمن الفعاليات التي نقيمها إحياءً للذكرى السبعين لنكبة فلسطين. ولهذه المركبات رمزية خاصة لأنّها أقلّت بالفعل اللاجئين في عام 1948". ويتابع عليان: "نحن نتوجّه إلى الجيل الجديد، ونقصد أن نريه هذه المركبات التي أقلت اللاجئين والتي تبقى شاهدة على الجريمة الكبرى. نحن نريد أن يبقى الجيل الجديد متمسكاً بحق العودة إلى أرضه التي هُجّر منها".