يقول صابر الحاج أحمد، وهو صيدلاني من ريف إدلب، إنّ صيدليته تحولت إلى أشبه بالعيادة بالنسبة لقريته، بعد أن دمّر القصف النقطتين الطبيتين فيهما، ويضيف "بتّ أقيس الضغط وأعطي الحقن، أكثر مما أصرف الدواء، أجد نفسي مضطراً إلى وصف الأدوية بسبب غياب الأطباء، فلم تعد تصلني أي وصفات طبية، ويطالبني المرضى بتشخيص أمراضهم بسبب عدم وجود أطباء".
ويضيف "الوضع الصحي سيئ جداً، والأسوأ هو ما يعانيه الجرحى الذين ينقلون النقاط الطبية على الحدود التركية ومناطق بعيدة ليتم إسعافهم، ويفقد الكثير منهم حياته على الطريق".
من جانبها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، عن خروج مشفى آخر تابع لها في بلدة ملّس في ريف إدلب عن الخدمة، وهو مشفى الأمل، إثر غارات جوية أدّت إلى تدميره بالكامل، ما حرم 70 ألف مدني من خدماته، موضحة أنّ القصف تسبب في مقتل أربعة أفراد من طاقم المستشفى وتسعة آخرين، بينهم أطفال، كما أصيب ستة أفراد من طاقم المشفى، بعد أن تعرض لغارتين جويتين مباشرتين، إضافة إلى غارتين جويتين ضربتا المنطقة المحيطة بالمستشفى.
وأوضحت مديرية صحة إدلب، أن قصف مشفى الأمل دمر غرف العمليات والعناية المشددة ومعاينة الأطفال والمعاينة الداخلية وغرفة الاستقبال، و70 في المائة من أساس المبنى، كما دمر 80 بالمائة من الأجهزة الطبية وسيارة الإسعاف ومولد الكهرباء أمام باب المشفى.
مشيرة إلى أن نحو 300 مريض معظمهم من الأطفال من ريف إدلب الشمالي الغربي كانوا يراجعون المشفى يومياً، وقد حرموا من الخدمات الطبية المجانية التي كان المشفى يقدمها لهم.
بدورها، أشادت المديرة الطبية لعمليات أطباء بلا حدود في شمال غربي سورية، سيلفيا دالاتوماسينا، بـ"شجاعة وإخلاص الطواقم الطبية السورية العاملة في ريف إدلب رغم القصف"، وقالت، "نشعر بأن الواجب يحتم علينا دعمهم في عملهم هذا الذي ينقذون من خلاله الأرواح".
وأضافت "مع كل هجوم على مشفى يُحرَم السوريون من مصدر حيوي آخر من مصادر الرعاية الصحية. بعض المستشفيات تقدم الرعاية في مناطق الجبهات لمعالجة جرحى الحرب، بينما تقدم مستشفيات أخرى الرعاية في مناطق الجبهات للنساء اللاتي يواجهن صعوبات في الحمل، وكلا النوعين ضروريان لإنقاذ أرواح الناس".
ولفتت المنظمة إلى أهمية المستشفيات الموجودة في إنقاذ الأرواح، مشيرة إلى أن أكبر مستشفيين تخصصيين في محافظة إدلب استقبلا في الأشهر الستة الأولى من عام 2016 أعداداً كبيرة من المصابين في 7 هجمات منفصلة، وصل عددهم إلى 294 مصاباً و33 قتيلاً.