مرصد يتّهم جهات عراقية بحرق منازل المسيحيين في نينوى

11 ديسمبر 2016
جهات مجهولة تقوم بحرق وتدمير منازلهم (باسيفيك برس/Getty)
+ الخط -

قال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في العراق، اليوم الأحد، إنّ جهات عراقية قامت بحرق عددٍ من منازل المسيحيين في المناطق المحررة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وكانت قوات عراقية قد أحكمت قبضتها، بشكلٍ كامل، على مناطق سهل نينوى التي تسكنها غالبية مسيحية نزحت باتجاه مدن إقليم كردستان وكركوك ومدن الجنوب، وقدّم عدد كبير منهم طلبات لجوء إلى الدول الأوروبية وأميركا، بعد سيطرة تنظيم (داعش) منتصف عام 2014 على تلك المناطق، ضمن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل.

وذكر المرصد، في بيان، أنّ "جهات عراقية قامت بحرق عدد من منازل المسيحيين في بلدة قره قوش وبغديدا، كبرى القرى والبلدات المسيحية في محافظة نينوى شمال البلاد، وأن جهات مجهولة تقوم بحرق وتدمير المنازل التي لم يدمّرها التنظيم الإرهابي أثناء احتلاله للبلدة التي يسيطر عليها حالياً الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي".

وأضاف البيان، أن "الغاية من ذلك، عرقلة عودة المسيحيين إلى بلداتهم، وبالتالي بدأت تطفو على السطح مخططات سابقة كانت تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة التي يشكل المسيحيون فيها نسبة كبيرة من عدد السكان"، وتابع "إننا نعرب عن قلقنا حيال ما يطاول المسيحيين في العراق، ونطالب الحكومة العراقية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان، بفتح تحقيق بإشراف دولي في جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحقّ الشعب الكلداني السرياني الآشوري المسيحي".



ودعا المرصد الآشوري، هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية صاحبة الاختصاص والاتحاد الأوروبي، إلى "تقديم الحماية الدولية للشعب الكلداني السرياني الآشوري/المسيحي، بموجب "مبدأ الحماية الدولية" الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005، وذلك عبر فرض منطقة حماية آمنة تخضع لإشراف الأمم المتحدة بواسطة قوات سلام أممية، تشارك في إدارة شؤونها جميع مكونات المنطقة، مما يحفظ السلم الأهلي، ويعيد النازحين والمهجّرين إلى قراهم وبلداتهم، وبالتالي يوقف العمليات الممنهجة والهادفة إلى اقتلاع هذا المكون من أراضيه".

وفي هذا السياق، دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، بعثة الأمم المتحدة في العراق، إلى إجراء لقاء يشمل كافة المكونات العراقية لإذابة الجليد وخلق أجواء إيجابية للمصالحة والتسوية. كما نصح "يونامي" بعدم الحديث عن مستقبل نينوى وعملية التحرير مازالت قائمة، لأنه لابد أن يتم بعد التحرير وعودة المهجرين عبر حوار هادئ ومسؤول".

وقال ساكو، في بيان، إنه "ناقش مع يان كوبيش، مسؤول بعثة الأمم المتحدة في العراق، دور الأمم المتحدة في عملية تحقيق المصالحة والتسوية بين كل مكونات الشعب العراقي، على ضوء مشروع مبادرة التحالف الوطني للتسوية، وعلى أهمية إبداء الآخرين رؤيتهم للمستقبل والعملية السياسية".

وطالب كوبيش بدعم ومساندة ساكو لمبادرات ضمان عودة النازحين بعد تحرير الموصل ومناطق سهل نينوى إلى بيوتهم، مقترِحاً إجراء لقاء برعاية الأمم المتحدة يشمل كافة المكونات العراقية، من أجل أن يعبر كل طرف بحرية عن رأيه، لربما يكون من المفيد أن تتم ورشات عمل لفئات متنوعة ثم عقد لقاء عام، فهذه اللقاءات تذيب الجليد وتخلق أجواء إيجابية للمصالحة والتسوية.