مرشحو مناطق حزام بغداد يخشون مصادرة أصواتهم ويطالبون برقابة دولية

07 مايو 2018
القوات الأمنية تغلق مناطق حزام بغداد (العربي الجديد)
+ الخط -
يخشى مرشحو وأهالي مناطق حزام بغداد مصادرة أصواتهم في الانتخابات، واستنساخ تجربة انتخابات العام 2014، التي ضاع فيها الكثير من الأصوات، مطالبين بـ"توفير أجواء ملائمة لإجراء الانتخابات ووجود رقابة دولية".

وقال المرشح عن تحالف بغداد، مهند الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وضع مناطق حزام بغداد وضع له خصوصية، حيث إنها تعيش منذ سنوات ضغوطا أمنية كبيرة، وارتباكا في وضعها العام"، مبينا أنّ "انتخابات العام 2014 شهدت مصادرة الكثير من أصوات الناخبين، بسبب الخوف من الذهاب للتصويت، وذلك يعود للضغوط الأمنية على الأهالي".

وأضاف أنّ "الجميع يخشون استنساخ تجربة 2014 من جديد، وضياع الكثير من الأصوات"، مطالبا بـ"وضع خطة أمنية خاصة لمناطق حزام بغداد، وحصرها بيد أجهزة شرطة تلك المناطق، من دون فرض قوات أخرى عليها".

وكانت القوات الأمنية قد أغلقت، اليوم، مناطق حزام بغداد بشكل شبه كامل، ضمن خطة أمن الانتخابات، الأمر الذي لاقى استياء من قبل الأهالي.

من جهته، دعا المرشح عن "تحالف القرار"، سالم المشهداني، إلى "وجود رقابة دولية ومنظمات أممية في مناطق حزام بغداد، لمتابعة إجراء الانتخابات فيها".

وقال المشهداني، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "هناك شبه عزوف عن التصويت لدى أهالي مناطق حزام بغداد، إذ إنّهم ضاقوا ذرعا من الممارسات الأمنية والضغوط التي تمارس عليهم، منذ سنوات طويلة"، مبينا أنّ "تلك الضغوط والأطواق والحصار شبه المستمر ولّدت حالة من اليأس لدى الأهالي من حدوث أي تغيير خلال الانتخابات المقبلة، ما يدفعهم إلى عدم المشاركة".

وأشار إلى أنه "خلال حملاتنا الانتخابية، طلب الأهالي منّا توفير أجواء مناسبة للتصويت، وأن لا تمارس على المنطقة أي ضغوط، لكي يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم في اختيار مرشحيهم".

وحمّل الأهالي الحكومة مسؤولية "ضمان عملية انتخابية نزيهة وشفافة" في مناطقهم، وقال الشيخ ماهر الزوبعي، وهو أحد شيوخ بلدة الرضوانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة مسؤولة عن ضمان عدم ضياع أصواتنا"، مبينا أنّه خلال "الانتخابات السابقة تعرضت مناطقنا لضغوط وممارسات غير مهنية، حالت دون إدلاء الكثير من الأهالي بأصواتهم"، داعيا الأهالي إلى "الإدلاء بأصواتهم، ومحاولة تغيير الواقع المزري".

وتعد مناطق حزام بغداد، وهي (التاجي وأبو غريب والرضوانية واليوسفية)، والتي تطوق بغداد، من أسوأ مناطق العاصمة من الناحية المعيشية، إذ إنّها تشهد منذ سنوات طويلة تشديدًا أمنيًا، ومنع الدخول إلّا ببطاقة سكن، وقطعاً لأغلب الطرق، وشللاً لمرافق الحياة، حتى أصبحت مناطق يصعب العيش فيها.

القوى المدنية: قلقون من التأثير في الانتخابات

وعلى صعيد متصل، أكدت النائب عن "التيار المدني"، شروق العبايجي، أنّ القوى المدنية تعول على ثقة الشعب ونزاهة الانتخابات للفوز في الانتخابات، معربة عن "قلقها من محاولات القوى السياسية الكبيرة التأثير في نتائج الانتخابات وسلب الأصوات".

وقالت العبايجي، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن كقوى مدنية نخوض الانتخابات بدعاية ضعيفة جدا قياسا بحملات أحزاب السلطة، والتي تستخدم وسائل دعائية كثيرة ومكلفة جدا، من الشاشات والدعايات التلفزيونية وغيرها"، مبينة أنّ "دعاية تلك الجهات تثير الريبة والدهشة من تلك الإمكانات الطائلة والمبالغ التي تبذل فيها".

وأكدت: "نحن نعوّل على جماهيرنا، فلنا كقوى مدنية شعبية واسعة عند مختلف المكونات، فالجماهير لها ميل واضح نحو القوى المدنية، وهذا الشيء بحد ذاته هو أكبر بكثير من الدعاية التي تستهلك أموالا هائلة"، مضيفة: "لدينا ثقة عالية بالفوز في حال كانت هناك انتخابات شفافة ونزيهة، ونعول على ذلك، فمفوضية الانتخابات لجأت إلى أسلوب يمنع التلاعب"، مستدركة: "لكن في الوقت ذاته ليست لدينا ثقة بالكتل السياسية الكبيرة، التي تسعى إلى تحقيق الفوز بكل الطرق، من خلال شراء أصوات الناخبين وسلب مناطق انتخابية كاملة، والتي تعتبرها ليست في مصلحتها".

ودخلت القوى المدنية العراقية الانتخابات ضمن تحالفات وكتل عدّة، كما انضم الكثير منهم إلى "تحالف سائرون"، المدعوم من قبل "التيار الصدري".

ويؤكد سياسيون أنّ فرص فوز القوى المدنية في الانتخابات العراقية ضعيفة، بخاصة أمام القوى الكبيرة المتنافسة في الانتخابات.

وقال المرشح عن "تحالف بغداد"، محمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "توجه الشارع العراقي ما زال ضمن دائرة الطائفة والقومية، ولم يغادر هذه الثقافة التي غذتها الأحزاب الدينية المتسلطة على مدى سنوات طويلة"، مبينا أنّ "التوجه نحو دولة مدنية تنبذ كل إفرازات المرحلة السابقة أمر غير ممكن في هذه المرحلة تحديدا، إذ يحتاج إلى فترة طويلة كي يغادر الشعب كل تبعاتها".

وأشار إلى أنّ "مرحلة "داعش" الإرهابي وما أعقبها من تأسيس مليشيات "الحشد"، وما تمتعت به من سلطة ونفوذ، تضع الشعب أمام خيار الطائفية لا محالة، الأمر الذي يضيق تلقائيا على فرص التوجه نحو دولة مدنية".

دلالات