مراهقو تونس يستخدمون الألعاب الإلكترونية للانتحار... والحكومة تلجأ للتوعية

تعول السلطات التونسية على التوعية لمواجهة ظاهرة الانتحار في صفوف المراهقين والأطفال، من جراء استخدامهم ألعاباً إلكترونية خطرة أودت بحياة 6 مراهقين، كما تتكرر محاولات الانتحار في أكثر من جهة في تونس.

وتفيد التقارير الإعلامية بتسجيل 6 حالات انتحار على الأقل في صفوف مراهقين لم يتجاوزوا 14 عاماً، في محافظات أريانة وزغوان والمهدية والمنستير ونابل ومدنين.

وأكدت النائبة عن محافظة المهدية، ليلى الوسلاتي بوصلاح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الظاهرة متفاقمة بدرجة كبيرة في جهة المهدية، حيث سجلنا محاولات انتحار عديدة إلى جانب تسجيل وفاة تلميذة خلال شهر مارس الماضي"، مؤكدة أنها بحثت مع وزيرة المرأة والأسرة بشأن الظاهرة، واستراتيجية الوزارة للتصدي للألعاب الإلكترونية الخطرة على غرار لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم" اللتين تسببتا بحالات انتحار في صفوف الأطفال.

وأكدت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، نزيهة العبيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الوزارة تتوخى استراتيجية تشاركية في التصدي لهذه الظاهرة يشارك فيها عدد من الأطراف المتدخلة والمعنية، على غرار وزارة التربية والمنظمات والجمعيات.


وبيّنت أن الوزارة قامت بتوعية 6160 طفلا و580 ولي أمر، و58 إطارا تربويا بمخاطر الألعاب الإلكترونية، إضافة إلى تنظيم حملات التوعية وكذا التوعية في 24 مركزا جهويا موجهة للطفل، نظم خلالها حلقات حوار مباشرة لفائدة الأولياء لتوعيتهم بالخطورة التي تشكلها تلك الألعاب على أطفالهم، وكيفية التعامل حيالها ووقاية الأطفال منها.

وأضافت الوزيرة أن برلمان الطفل وضع برنامجا خلال الدورة المقبلة يتضمن جولة على مختلف المحافظات للتحذير من مخاطر الألعاب الإلكترونية.

ولفتت إلى أن التنسيق جارٍ لإصدار قرار بمنع استخدام الأطفال الهواتفَ الذكية، لما تشكله من خطورة عليهم في ظل غياب الرقابة الأسرية، مشيرة إلى توجيه دعوة لوزارة الشؤون الدينية بضرورة التركيز عبر خطب تحسيسية تخاطب الأولياء حول خطورة الألعاب الإلكترونية، وسوء استعمال الهواتف الذكية من قبل الأطفال.

وفي سياق متصل، أكد مندوب حماية الطفولة بسوسة، الطاهر العارم، في تصريح إعلامي، أن المحكمة الابتدائية بمحافظة سوسة أصدرت حكما استعجاليا لفائدة جمعية أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية، الحكيم قرول، التي رفعت قضية استعجالية لحجب لعبتي "الحوت الأزرق"، و"مريم" من الإنترنت، يقضي بحجب اللعبتين، وذلك بعد أن اطلع رئيس المحكمة على رأي قاضي الأسرة وعلى الإشعارات الواردة في حالات الانتحار من جراء تلك اللعبتين تحديداً.