تراجعت حرية الصحافة "تراجعاً حاداً" عام 2014، وكان سبباً رئيسياً في ذلك أنشطة مجموعات مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" وحركة "بوكو حرام".
وكشف "التصنيف العالمي" السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أن ثلثي الدول الـ180 (المدرجة في تصنيف المنظمة) حققت أداءً أدنى منه في النسخة السابقة من التصنيف".
وأحصت المنظمة، في التصنيف الذي نقلته "فرانس برس" باللغة العربية، 3719 انتهاكاً لحرية الصحافة في 180 بلداً خلال العام 2014 بزيادة 8% عن العام السابق.
ويقوم هذا التصنيف على سبعة مؤشرات هي مستوى التجاوزات، وانتشار التعددية، واستقلالية
وسائل الاعلام، والبيئة والرقابة الذاتية، والاطار القانوني، والشفافية، والبنى التحتية.
وبحسب "مراسلون بلا حدود"، لا تزال سورية تعتبر أخطر بلد في العالم للصحافيين. وتبقى كما في العام السابق في المرتبة 177 من أصل 180 بلداً، مباشرة قبل الصين (176) وبعد تركمانستان (178) وكوريا الشمالية (179) واريتريا (180)، وهي الدول الاربع التي تصدرت تقرير العام الماضي أيضاً.
أما العراق فيأتي في المرتبة 156 ونيجيريا في المرتبة 111، وأوضحت المنظمة أن هذين البلدين شهدا هذه السنة أيضاً ظهور "ثقوب سوداء" في الاعلام مشيرة من جهة أخرى إلى أن "اتساع الاعتداءات" التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية "دفع الصحافيين الى الفرار". كما صنفت إيران بين أسوأ مستويات حرية الصحافة.
وتأتي ايطاليا التي شهدت "فورة في التهديدات وخصوصاً من المافيا وفي الاجراءات القضائية التعسفية بتهم التشهير" في المرتبة 73 بتراجع 24 درجة.
وللسنة الخامسة على التوالي، تبقى فنلندا في المرتبة الاولى من التصنيف، تليها هذه السنة النروج والدنمارك التي دخلت إلى المراتب الثلاث الأولى.
غير أن عدداً من الدول الاوروبية الصغيرة تراجعت في التصنيف، فانتقلت لوكسمبورغ من المرتبة 4 إلى المرتبة 19، وليشتنشتاين من المرتبة 6 إلى المرتبة 27 واندورا من المرتبة
5 إلى المرتبة 32، في أكبر تراجع سجلته دولة في هذا التصنيف.
وتبقى بلغاريا (المرتبة 106 بتراجع ست مراتب) في أسوأ موقع بين دول الاتحاد الاوروبي، فيما تأتي اليونان في المرتبة 91 (بتقدم 8 مراتب) خلف الكويت.
من جانبها تقدمت فرنسا درجة إلى المرتبة 38 حيث لم يأخذ التصنيف بالاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في 7 حزيران/يونيو، بحسب ما أوضحت المنظمة، منددة مرة جديدة بـ"حماية ضعيفة جداً لسرية المصادر" في هذا البلد.
وأشارت "مراسلون بلا حدود" من جهة أخرى إلى "تكثيف العنف ضد المراسلين والصحافيين والمواطنين الذين يغطون التظاهرات"، ذاكرة بهذا الصدد أوكرانيا وهونغ كونغ والبرازيل وفنزويلا التي تراجعت 21 مرتبة (137).
أما الدول الافريقية فهي لا تزال في المراتب المتدنية، بالرغم من التقدم الذي أحرزته ساحل العاج (86 بتقدم 15 مرتبة). وخسر الكونغو 25 مرتبة (107) وليبيا 17 مرتبة (154).
ولفتت "مراسلون بلا حدود" إلى أن جميع أطراف النزاعات الجارية في الشرق الاوسط واوكرانيا كانت تشن "حرباً اعلامية بلا هوادة" حيث كان الاعلاميون أهدافاً مباشرة للقتل أو الخطف أو الضغوط لحضهم على نقل الدعاية.
وكتبت المنظمة أنه "من بوكو حرام إلى تنظيم الدولة الاسلامية، مروراً بمهربي المخدرات في
أميركا اللاتينية ومافيا صقلية، تختلف الدوافع، لكن الأساليب هي ذاتها" وهي تقوم على "الترهيب والاعمال الانتقامية لإسكات الصحافيين والمدونين الذين يتجرأون ويجرون تحقيقات أو يرفضون أن يكونوا لسان حالهم".
ولفت التقرير إلى أن "تجريم الإساءة إلى الدين يعرض للخطر حرية الاعلام في نصف دول العالم" مشدداً على أن المتطرفين يلاحقون أحياناً صحافيين أو مدونين لاعتقادهم أنهم لا يحترمون ديانتهم أو نبيهم.
وخلصت المنظمة إلى أن "حرية الصحافة... في تراجع في القارات الخمس" مؤكدة أن مؤشراتها "قاطعة".