مراد علي من "الإعلام" إلى "العقرب"

07 فبراير 2014
+ الخط -

كان منذ أشهر قريبة يملأ الفضاء حديثاً، فقد كان المتحدث الرسمي لحزب "الحرية والعدالة"، لكنه اليوم يعانق الصمت في "العقرب" في اطار حملة أمنية تشهد نقل عدد من المعتقلين من معارضي السلطة من سجن "ليمان طره" إلى "العقرب" شديد الحراسة. إنه المتحدث الإعلامي لحزب "الحرية والعدالة"، مراد علي.

وقالت هالة طولان، زوجة علي، إن زوجها، الذي يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، قضى 15 يوماً في سجن ليمان طره من دون أن يحصل على دوائه، فالزيارة كانت ممنوعة. وتابعت لمراسل "الجديد": "كان زوجي في طريقه إلى إيطاليا لإنجاز بعض الأعمال، ولم يكن موضوعاً على قوائم المنع من السفر، أوقفته الأجهزة الأمنية في مطار القاهرة واحتجزته يومين من دون تهمة حتى لفقت له فيما بعد، تهمة الانتماء لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة، ثم نُقل بعدها الى ليمان طره".

بدأت "المعاناة" باحتجاز "علي" في سجن طره من دون عرضه على النيابة التي لم تصدر من الأساس أمراً بضبطه وإحضاره، "هذا يؤكد أننا نعيش في دولة بلا قانون تسود فيها شريعة الغاب والبلطجة"، حسبما قالت زوجة علي. وتابعت بنبرة يملأها الأسى "سجن علي في زنزانة انفرادية معتمة مساحتها متر واحد ومليئة بالحشرات والزواحف وكانت رائحتها كريهة؛ حيث يوجد فيها مكان لقضاء الحاجة، قطعوا عنه الماء في الأيام الثلاثة الأولى". وأكملت "تضاعفت المعاناة عندما نُقل قسراً إلى سجن العقرب شديد الحراسة في زانزانة انفرادية أيضاً من دون غطاء أو ملابس بعدما استولوا على كل متعلقاته في طره".

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بحسب طولان، التي اتهمت إدارة سجن العقرب بإطلاق كلاب بوليسية متوحشة على زوجها ورفاقه في السجن كنوع من التنكيل بهم والضغط عليهم، حسب تأكيدها. وقالت "منعوا دخول أية أطعمة للمعتقلين منذ نقلهم إلى العقرب"، يقدمون لهم كميات قليلة من الأرز عليها حبوب لا يعلمون نوعها، تتعمد سلطات الانقلاب قتل زوجي ومعتقلي العقرب قتلا بطيئا". "منعوا الزيارة عن زوجي لمدة شهر، لا أعلم ما الذي سيتعرض له خلال هذه الفترة، هل سيطالبونني بالقدوم لتستلم جثمانه أم ماذا؟"، تساءلت طولان بحزن.

وأضافت: "رأيت بعيني المستشار الخضيري، البالغ من العمر 73 عاماً، منهكاً لم يستطع الوقوف على قدميه والعودة الى زنزانته الانفرادية بعد انتهاء زيارة أسرته؟". وتساءلت "لماذا ينكّلون برجل تخطى السبعين؟ لم يحترموا تاريخه ويصرّون على احتجازه وحده في زنزانة ضيقة معتمة بلا غطاء، ينام على الأرض في هذه البرودة الشديدة حتى ساءت حالته الصحية ونقل مؤخراً إلى مستشفى السجن".

وشنت زوجة المتحدث الإعلامي لـ"الحرية والعدالة" هجوماً حاداً على منظمات حقوق الإنسان التي وصفتها بـ"المسيّسة"، وقالت "يتعرض الإخوان لحملة إبادة ممنهجة في السجون دون أن يحرك هؤلاء ساكنا". وتساءلت ساخرة "هل هذه حقوق الإنسان التي يتغنون بها، أن يصمت هؤلاء على قتل من يختلف معهم أيديولوجياً؟"، وأضافت "إنها مجرد مبادئ مطاطة يدّعون أنهم يدافعون عنها".

المساهمون