مذكرة توقيف يابانية بحق زوجة كارلوس غصن... و"نيسان": "سنواصل ملاحقته"

07 يناير 2020
غصن سيعقد مؤتمراً صحافياً غداً الأربعاء (Getty)
+ الخط -
أصدر القضاء الياباني، اليوم الثلاثاء، مذكرة توقيف بحق كارول غصن، زوجة رجل الأعمال الفرنسي البرازيلي اللبناني الأصل والرئيس السابق لشركة "نيسان" للسيارات، كارلوس غصن، في الوقت الذي أكدت فيه اليابان إصرارها على مواصلة جهودها لإعادته بعدما هرب من اليابان ووصل إلى بيروت، في وقت سابق من الشهر الجاري.

وجاء في بيان أصدرته النيابة العامة في طوكيو، اليوم الثلاثاء، وفقاً لوكالة "فرانس برس" حول أسباب القرار، أنه يُشتبه بأن تكون كارول غصن أدلت بأقوال زائفة أمام القضاء الياباني، في نيسان/إبريل 2019، عندما تمّ استجوابها بشأن لقاءاتها المحتملة مع شخص لم يُذكر اسمه.

وبعد فرار رجل الأعمال الفرنسي اللبناني البرازيلي من اليابان، قدّمت وسائل إعلام عدة زوجته على أنها مَن خطط لعملية الهروب. والأسبوع الماضي، أكد غصن الذي يُتوقع أن يعقد مؤتمراً صحافياً الأربعاء في بيروت، أنه نظّم "وحده" عملية فراره.

من جانبها، قالت متحدثة باسم كارلوس غصن، الرئيس المقال لشركة نيسان، لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، إن مذكرة الاعتقال التي أصدرها ممثلو ادعاء يابانيون بحق زوجته كارول "تدعو إلى الأسف".

وقالت المتحدثة "في المرة السابقة، أعلن كارلوس غصن أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا، وتم القبض عليه مجددا. هذه المرة قبل اليوم الذي أعلن أنه سيتحدث فيه علنا بحرية للمرة الأولى، أصدروا مذكرة اعتقال بحق زوجته كارول غصن".




وأضافت المتحدثة أن كارول عادت طواعية إلى اليابان قبل تسعة أشهر للرد على أسئلة ممثلي الادعاء، وغادرت من دون توجيه أي اتهامات لها، وتابعت "إصدار مذكرة الاعتقال هذه أمر يدعو إلى الأسف".

إصرار ياباني

وقال يوشيهيدي سوجا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، اليوم الثلاثاء، إن بلاده على اتصال بلبنان ودول أخرى معنية، فيما يتعلق بخروج غصن من اليابان.

وأضاف سوجا، خلال مؤتمر صحافي، وفقاً لوكالة "رويترز"، أنّ اليابان أبلغت لبنان بأن خروج غصن "يدعو إلى الأسف، وأنها ستسعى إلى التعاون في سبيل كشف الحقيقة".

من جانبها، أكدت وزارة العدل اليابانية، اليوم الثلاثاء، أن المسؤولين القانونيين اليابانيين يعكفون على دراسة القوانين اللبنانية لإيجاد سبيل لإعادة غصن.

وأضافت أن طوكيو ستبذل ما في وسعها لإعادته، ليحاكم في اتهامات بارتكاب مخالفات مالية، مؤكدة أننا "ندرس بالتفصيل القوانين المحلية اللبنانية... وسنبذل ما في وسعنا لإعادته".

من جهتها، أعربت مجموعة "نيسان" اليابانية لصناعة السيارات، الثلاثاء، عن "أسفها الشديد" للإهانة التي ارتكبها رئيسها السابق بحقّ النظام القضائي الياباني، بفراره من اليابان إلى وطنه الأم لبنان، مشدّدة على أنّها ماضية في ملاحقته أمام القضاء، حيث تتّهمه باختلاس أموال.

وقالت المجموعة، في بيان مقتضب، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إنّ "هروبه إلى لبنان من دون إذن من المحكمة، في انتهاك لشروط الإفراج عنه بكفالة، يمثّل إهانة للنظام القضائي الياباني. إنّ نيسان تعتبر هذا الأمر مؤسفاً للغاية".

وأضاف البيان أنّ "نيسان اكتشفت بعد تحقيق داخلي شامل، العديد من الأفعال المنسوبة إلى غصن والمنطوية على سوء سلوك"، مؤكدة أنّ هناك "أدلّة دامغة على ارتكاب (غصن) مخالفات مختلفة"، من بينها خصوصاً تقديمه "بيانات غير دقيقة حول مدخوله واختلاس أصول عائدة للشركة لحسابه الشخصي".

وشدّدت المجموعة اليابانية، في بيانها، على أنّها ستستمر في تعاونها مع النظام القضائي، وستواصل ملاحقة رئيسها السابق أمام القضاء لتحميله مسؤولية "الضرر" الذي ألحقه بها.

مؤتمر صحافي مرتقب

وغصن، البالغ من العمر 65 عاماً والذي يحمل ثلاث جنسيات هي اللبنانية والبرازيلية والفرنسية أيضاً، بحسب بيان "نيسان"، هو موضع تحقيقات أولية أخرى في فرنسا بشأن وقائع أخرى.

وأوقف غصن في طوكيو، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بتهمة التصريح عن راتب أقل بملايين الدولارات مما كان يتقاضاه، واستخدام أموال الشركة لغايات شخصية، وستبدأ محاكمته في إبريل/نيسان 2020.

وفي الربيع الماضي، أفرجت السلطات اليابانية عنه بكفالة بانتظار محاكمته، ولكنها منعته من مغادرة البلاد.

ويُشتبه بأنّ غصن سافر، في 29 ديسمبر/كانون الأول، من مطار كانساي الدولي قرب أوساكا على متن طائرة خاصة، واستقلّ طائرة أخرى من إسطنبول للوصول إلى لبنان في اليوم التالي.

وينفي غصن ارتكاب أي مخالفة، وقد اتّهم مسؤولين في "نيسان" يعارضون خطته باندماج أكبر مع شركة "رينو" الفرنسية، بالتآمر عليه.

ومن المقرر أن يعقد غصن مؤتمراً صحافياً في بيروت، غداً الأربعاء، يوضح فيه ملابسات اعتقاله وهروبه من اليابان إلى لبنان.

ومنذ وصوله إلى بيروت في 30 ديسمبر/كانون الأول، لم يطلب غصن (65 عاماً) الذهاب إلى فرنسا التي أعلن وزير خارجيتها جان-إيف لودريان، أمس الإثنين، أنّه لا يعلم ما إذا كان غصن قد دخل إلى لبنان بجواز سفر فرنسي بعد فراره من اليابان.

وقال لودريان، لقناة "بي أف أم تي في" الإخبارية الفرنسية، ردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان غصن قد استخدم جواز سفر فرنسياً للوصول إلى لبنان "ليس على حدّ علمي"، مضيفاً "ليست لدينا معلومات محدّدة بشأن هذا الموضوع".

وأشار إلى أنّ "تسوية هذه القضية يجب أن تتمّ بين اليابان ولبنان"، وأضاف لودريان "إذا جاء إلى فرنسا، فيعود للقضاء الفرنسي أن يدرس قضيته".
المساهمون