مدير مكتب الرئاسة اليمنية لـ"العربي الجديد": تأمين عدن أولوية

11 سبتمبر 2015
ملف الجرحى أبرز ملفات ما بعد التحرير(صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
يؤكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، محمد علي مارم، المتواجد في عدن، لـ"العربي الجديد" أن السلطة الشرعية ماضية في خطة أمنية لتأمين عدن بعد تحريرها، فضلاً عن وجود برامج عديدة لحل مختلف الملفات التي أفرزتها حرب مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وكان مارم من بين مسؤولين معدودين صمدوا في عدن أثناء فترة الحرب، ولم يغادروها إلى الرياض ليكون بمثابة مسؤول الرئاسة الأول المتواجد في الداخل.

ويشير مارم في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنه بعدما "تم النجاح والتغلب على انقلاب الحوثي وصالح على شرعية الدولة وحرية وحقوق الشعب في اليمن عامة والجنوب خصوصاً"، بالتعاون بين دول التحالف العربي وجهد "المقاومة" الشبابية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، جاءت الخطوة الثانية المتمثلة في تأمين عدن، "كونها مركز الجنوب وعاصمة اليمن السياسية، كما أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي بعد أن اضطر للخروج من العاصمة صنعاء نظراً للانقلاب الحوثي وحصار منزله".

اقرأ أيضاً: "الموت المتحرك" في اليمن... لتصفية سياسيين وعسكريين و"مقاومين"

ويلفت مدير مكتب الرئاسة إلى أنّ "تأمين عدن جارٍ في اتجاهين. الأول تأمين خارجي يمتد من منطقة العلم شرقاً على خط أبين إلى عمران غرباً، على شكل حائط ممدود كقوس قزح، عبر ساتر من دبابات وعربات عسكرية وكتائب قتالية مدربة أعلى تدريب بقيادة الأشقاء من دولة الإمارات". أما الاتجاه الآخر فيشير مارم إلى أنه يضم "تأميناً داخلياً، من خلال قوات أمنية من وزارة الداخلية تم إرسالها إلى دولة الإمارات لإعادة تهيئتها لتنشيط الأمن الداخلي وأقسام الشرطة والتحقيقات والنيابات وغيره". ويوضح أنّ الدفعة الأولى، التي تضم 300 شخص، قد عادت فيما يتوقع أن يتم إرسال الدفعة الثانية خلال أيام. ووفقاً لمارم فإنه "تم إعادة تهيئة أقسام الشرطة من مبانٍ وأثاث وتجهيزات"، موضحاً أن البداية كانت من "مدينة الشيخ عثمان كنموذج يتدرج لبقية المديريات".
ويلفت مارم إلى أنّ الشراكة في الأمن تمتد لتشمل "المقاومة" وتأديتها دوراً مساعداً في الاستقرار، عبر انضمامها "إلى سلك الداخلية في ترجمة قرار هادي بانضمام المقاومة للدفاع والأمن".
ويعتبر مارم أنّ موافقة "المقاومة الجنوبية" على قرار هادي بدمجها في ‏الجيش "شجاع ويغطي المطلوب من شباب المقاومة ويطمئنهم على مستقبلهم ويبعث الاستقرار والأمن". ويضيف "على الرغم من أننا نرى أنه مع الوقت ومع انفتاح السوق الاستثمارية والبناء لمدينة عدن سيعود الكثير من الذين انضموا إلى المؤسسات العسكرية والأمنية إلى العمل المدني والخاص، لكن القرار اليوم صائب ونافع للاستقرار ومعجل للأمن".

وفي السياق ذاته، يلفت مدير مكتب الرئاسة إلى أن "المقاومة تضم شباباً من دون عمل، وعاملاً مدنياً وموظفاً حكومياً وجندياً تم تجاهله، وجميعم أصبحوا صفاً واحداً اسمه المقاومة". وفيما يؤكد وجود أرقام عن عدد الأفراد المنضوين في فصائل "المقاومة" والذين سيتم دمجهم ‏في الجيش، يلفت إلى أن استمارة الالتحاق بالدفاع والأمن التي توزع في الأيام الأخيرة "هي في الوقت نفسه استمارة استبيانية عن فئات المقاومة، وهي التي ستبين لنا أن الإجمالي لن يتجاوز 20 ألفاً، بينما الاستمارات الموزعة والجاهز منها للتوزيع يفوق 60 ألف استمارة".

وحول ما أثير عن وجود مسلحين جهاديين من المحسوبين على "القاعدة" أو ‏غيرها في عدن، يلفت مارم إلى أن أي خلل أو وجود جماعات مسلحة مقارنة بالفترة التي مرّت على انتهاء الحرب في عدن قبل أسابيع، "نراه مقبولاً نظراً لتحديات عشناها"، قبل أن يستدرك "الحقيقة أيضاً أنه لا وجود لأي متطرف، تحصل حوادث عرضية يقال عنها متطرفة، لكن كل حادثة حصلت، وجدنا بعد التحري أنها ليست ناتجة عن متطرف قاعدي أو داعشي، ولكن حادثة ناشئة لخلاف أو نزوة اعتراها تواجد سلاح لم تحل إشكاليته وتواجده في السوق بعد".

من جهة ثانية، يؤكد مارم وجود برامج متسارعة لحل عدد من القضايا، بما في ذلك ملف الجرحى وتعقيداته، المرتبطة بالتهيئة لاستقبالهم من المستشفيات المستضيفة في الدول الأخرى، كالأردن والسعودية وسلطنة عمان والسودان، فضلاً عن التنسيق الذي يتم حالياً مع الهند ومصر. ويلفت مارم إلى أنه "إذا ما تم تهيئة المستشفيات نجد صعوبة في الطيران، أو تكاليف العلاج وغير ذلك"، مضيفاً "لقد أتعبنا ملف الجرحى، ولكن يبقى لدينا نحو 500 جريح".
وفي ما يتعلق بملف الخدمات، يشير مارم إلى "وجود دور هائل تقوم به الإمارات ساعدنا كثيراً في استعادة الحياة، اليوم، وسمح بعودة الناس من مناطق النزوح إلى منازلهم، ولا سيما المنازل غير المهدمة". مضيفاً "لقد ساعدونا في المياه، الكهرباء، المدارس، النظافة، الأندية الرياضية، فضلاً عن المطار، الميناء وتهيئة المباني لعودة الحكومة، ونحن في حالة ورشة عمل لاستعادة الحياة الطبيعية".

اقرأ أيضاً: اغتيالات عدن تهدد الترتيبات الأمنية في جنوب اليمن