وبدا كرانبول متخلياً عن التحفظ المعهود في هذا المنصب، إذ أكد بوضوح، في مقابلة مع "فرانس برس"، أن التجميد الذي أعلنته الثلاثاء الخارجية الأميركية سببه التدهور الكبير في العلاقات بين واشنطن والقيادة الفلسطينية.
وأكد مدير الوكالة أنه عندما التقى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، "كانت الرسالة واضحة جداً بشأن دعم عمل أونروا واحترامه".
وأضاف أن مسائل حياد الوكالة وإدارتها والإصلاحات الضرورية كانت دائماً موضع مباحثات مع الولايات المتحدة وبقية الدول المانحة، لكن من دون المساس بالمساعدات المقدمة إلى أونروا.
وأوضح كرانبول أنه "بالتالي أنا مجبر على النظر إلى (تجميد التمويل الأميركي لأونروا) باعتباره غير مرتبط بأداء المنظمة، بل باعتباره قراراً اتخذ إبان النقاش الذي أُثير بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس وحول مسائل أخرى".
وعلى الرغم من تغريدة ترامب في الثاني من كانون الثاني/ يناير 2018 التي تساءل فيها إن كان على واشنطن أن تواصل "الدفع المكثف" لمساعدة الفلسطينيين من دون أن تحصل في المقابل منهم على "امتنان أو احترام"، فإن الخارجية الأميركية قالت إن الهدف "ليس معاقبة أي كان".
وأضافت أن إدارة ترامب تُطالب بمراجعة "في العمق" لطريقة عمل أونروا التي كانت المموّل الأكبر لها في 2017 (350 مليون دولار). كذلك طلبت واشنطن أن تبذل دول أخرى مزيداً لدعم المنظمة.
لكن كرانبول أكد أنه لم يتلق من واشنطن أي إشارات بشأن الإصلاحات التي تُطالب بها.
وأوضح أن "الأمر الجديد هو أننا إزاء قرار من جانب الولايات المتحدة بخفض كبير لمساهمتها، ولم يرفق ذلك بأي عامل إصلاح خلال الاتصالات التي أجروها (الأميركيون) معي".
وأضاف "ما فهمته هو أن هناك نقاشاً داخل الإدارة الأميركية بشأن الأموال التي تدفع للفلسطينيين، وكان تمويلنا هو الضحية".
واعترف كرانبول بحصول بعض الهفوات في الماضي، لكنه أكد أنه سيتصدّى لكل محاولة للمساس بحياد هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وأكد "لن أسمح لأي كان باستخدام منظمة إنسانية لغايات سياسية".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي للأمم المتحدة الجمعة، أن قرار الولايات المتحدة حجب تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سيقوّض بشدة جهود تلبية احتياجات اللاجئين.
وقال لافروف، عبر مترجم، "هذا القرار... يقوّض بطريقة خطرة جهود تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة... سنتشاور مع كل الأطراف المعنية ونرى ما يمكننا فعله".
(فرانس برس، رويترز)