تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية "المدارس الأصولية المسيحية" التي تعلّم الأطفال أنّ نظرية الخلق حقيقة وأنّ المثليين هم أشخاص غير طبيعيين وأنّه ينبغي على النساء الخضوع للرجال. وهذه المدارس التي تأسّست في الولايات المتحدة الأميركية وانتشرت في بريطانيا، هي بحسب ما أفاد تلاميذ سابقون مسجّلة كمدارس خاصة أو مستقلّة تعلّم الأطفال في أماكن أشبه بمكاتب معزولة بفواصل، ويُعتقد أنّها تدرّس أكثر من ألف تلميذ في عشرات المدارس.
قالت تلميذة تركت مدرستها قبل عشر سنوات، إنّها تشعر "بالهول" إزاء التعليم الذي تلقّته، مشيرة إلى أنّ من هم خارج تلك المدارس يجهلون ما يتلقّنه التلاميذ فيها. وأشار تلاميذ قدامى آخرون إلى أنهم كانوا يتدرّبون على كيفيّة التقرّب من الله، لذا كان ينبغي أن يمضوا النصف الأوّل من اليوم الدراسي في قراءة الكتب بصمت معزولين عن بعضهم بعضاً، أمّا النصف الثاني ففي الدراسة من ضمن مجموعات.
وكشفت "الإندبندنت" عن عدد من "الشكاوى المقلقة" التي وصلتها، ومنها أنّ تلاميذ هذه المدارس لا يحصلون على أيّ مؤهّلات تعليمية رسمية بل مجرّد "شهادات مسيحية"، وهم غير مستعدّين للحصول على فرص عمل خارج نطاق الكنيسة. وانتقدت الصحيفة الكتب المعتمدة التي يتناول بعضها المواضيع المرتبطة بالمثليين جنسياً وبحقوق المرأة وبنظرية الخلق.
حاولت "العربي الجديد" التواصل مع بعض تلك المدارس لسؤالها عن الموضوع، لكنّها تجاهلت رسائلنا والتزمت الصمت.
في سياق متّصل، يستهجن فادي وهو لبناني مقيم في لندن، لـ "العربي الجديد"، أن "تتناول الصحف تلك المدارس وتوجّه إليها اتّهامات لتدريسها أمور بديهية في الدين المسيحي". وينتقد "شكاوى التلاميذ من تدريسهم أنّ المثليين أشخاص غير طبيعيين وأنّ نظرية الخلق حقيقة"، متسائلاً "ما المفاجئ أو الجديد في الأمر؟ في بلادنا، المدارس تدرّس قضايا مماثلة وتسعى إلى ضبط العلاقات الجنسية في إطار الزواج، وهي مسائل أخلاقية وتربوية ينبغي أن يتضمّنها البرنامج التعليمي". ولا يجد فيها "إساءة ولا أذية، إنّما هي تبلور شخصيته وتبيّن أنّ العلاقة الطبيعية هي بين رجل وامرأة وليس شخصين من جنس واحد".
أمّا شيريل بوفي وهي تلميذة سابقة في واحدة من تلك المدارس، فتقول لـ "العربي الجديد": "تعرّضت لتمييز جنسي كبير، وما زلت أتذكر ما تعلّمته عن المرأة وخضوعها للرجل سواء أكان أباها أم زوجها، بالإضافة إلى ضرورة أن تحتشم في لباسها".