تتجه المدارس الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، للبدء في استخدام الطاقة البديلة ، بدلا من شراء الكهرباء، في محاولة من وزارة التربية والتعليم العالي لأن تصبح المدارس منتجة للطاقة، وذات مردود اقتصادي.
وطرحت وزارة التربية الفلسطينية منذ ستة أشهر فكرتها بتزويد المدارس بالطاقة الشمسية، فأعدت دراسة خاصة بهذا الشأن من أجل تركيب خلايا شمسية على أسطح المدارس الحكومية، وأعلنت مطلع العام الدراسي الحالي أن توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية في المدارس والجامعات يأتي ضمن أولوياتها القادمة.
وفي السادس عشر من الشهر الجاري، وقعت الوزارة اتفاقية مع صندوق الاستثمار الفلسطيني، في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بمدينة رام الله، لتطوير وتركيب أنظمة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على أسطح 500 مدرسة حكومية في محافظات الضفة الغربية فقط، بقدرة إجمالية ستصل 35 ميغا واط، وحجم استثماري من الصندوق يتوقع أن يصل إلى 35 مليون دولار على مدار 4 سنوات.
سبق لنحو 50 مدرسة فلسطينية أن أخذت على عاتقها، ضمن جهد فردي، العمل بالطاقة الشمسية ضمن مبادرات من الهيئات المحلية والمجتمع المحلي، إذ أعطت هذه التجربة في تلك المدارس مؤشرات يمكن البناء عليها في جهد وزارة التربية البدء بمشروعها تشغيل مدارسها بالطاقة الشمسية، آملة أن تشمل الفكرة كذلك مؤسسات التعليم العالي "الجامعات".
وتهدف فكرة إنتاج الطاقة الشمسية على أسطح المدارس الحكومية، إلى إنتاج طاقة من الخلايا الشمسية، تكفي تلك المدارس ذاتيا من حاجتها في استهلاك الكهرباء وبالتالي توفير تكلفة الاستهلاك، بينما يتم بيع ما تبقى من فائض الطاقة لشركات الكهرباء وإيجاد دخل جيد لتلك المدارس والمؤسسات الشريكة في هذا المشروع، وفق ما يوضح المتحدث باسم وزارة التربية الفلسطينية، صادق الخضور، لـ"العربي الجديد".
كما أن ما يتوفر من تلك الطاقة المتولدة من الطاقة الشمسية تكمن فائدته في شقين؛ الأول مادي بتوفير استهلاك الكهرباء ومبالغ مالية مخصصة لهذه المدارس المشاركة في المشروع لغايات التطوير التربوي. والشق الثاني، بحيث تعود على المدارس فوائد بيئية من الطاقة المتجددة فهي صديقة للبيئة، وسيتعرف الطالب على الطاقة البديلة عملياً، بدلا من معرفتها نظريا من خلال المواد الدراسية.
وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى أن يشمل مشروعها في المستقبل كافة المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما لم يكن هناك عوائق فنية وعدم جهوزية للمدارس لتقبل الفكرة فنيا.
وبدأت اللجان الفنية المتخصصة في الوزارة عمليا بعد توقيع الاتفاقية، التواصل مع الجهات المسؤولة لتوفير الأجهزة اللازمة من أجل تركيب الخلايا الشمسية على أسطح المدارس الخمسمائة التي تشملها الاتفاقية، وسيكون حجم الخلايا الشمسية وعددها بحسب حجم أسطح المدارس واستهلاكها.
وسيشمل المشروع في المرحلة الأولى من تنفيذه، 500 مدرسة في الضفة الغربية، وتسعى الوزارة أن تضم لهذا المشروع في المرحلة الثانية منه الجامعات الفلسطينية ومدارس أخرى غير حكومية.
ويبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة مليونا و250 ألف طالب وطالبة، من بينهم 240 ألف طالب في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بينما يبلغ عدد المدارس الحكومية في الضفة وغزة 1700 مدرسة.