وشاركت الطفلة ليان إلى جانب عشرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد آخر من الأطفال "الأصحاء"، في مخيم "الصيف إلنا" الأول من نوعه، والذي يهدف إلى دمج الأطفال ذوي الإعاقة، مع أقرانهم.
وحاول القائمون على المخيم الذي ينفذه برنامج "تميز"، كسر كافة الحواجز بين الأطفال، عبر سلسلة من الألعاب المتنوعة، والتعليم النشيط، والأنشطة الرياضية المختلفة، وقد ظهرت الفرحة واضحة على ملامح جميع الأطفال.
حالة من الحيوية والنشاط سادت صالة نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة، الذي استضاف المخيم الذي يتم تنفيذه على مدار أسبوع في مدينة غزة، توزعت بين لعب الأطفال على "الباراشوت" الملون والدوائر البلاستيكية، ولعب كرة السلة، والتنس، والتلوين على الورق والوجوه.
ويقول منسق برنامج "تميز"، محمد أبو رجيلة، إنّ فكرة المخيم الصيفي تتلخص في دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأسوياء، بهدف منحهم الطاقة والأمل، وإزالة الفوارق، مبيناً أن المخيم الذي بدأ في قطاع غزة سيشق طريقه إلى مدينة القدس ونابلس ورام الله.
ويشير أبو رجيلة في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ المخيم ضم عدداً من الزوايا، مثل الزاوية الرياضية، التعليم النشيط، الرسم والفنون، إلى جانب الأنشطة التفاعلية مع الأطفال، متمنياً أن يتواصل تنفيذ المبادرة بشكل مستمر، وألا تقتصر على أسبوع واحد فقط.
أما منسقة المشاريع في نادي السلام للأشخاص ذوي الإعاقة، وصال أبو عودة، فتوضح لـ"العربي الجديد"، أن جمعية المعاقين حركياً تشمل عدة زوايا، منها مدرسة شمس الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ونادي السلام الخاص بالفئة ذاتها، مضيفة: "تمت استضافة أطفال المدرسة داخل النادي بهدف تنفيذ المشروع، مع دمج عدد من أقران الأطفال الأسوياء بهدف إحداث أكبر قدر من التفاعل".
وتبينّ أنّ الأطفال المشاركين في الأنشطة من أصحاب الإعاقة الحركية الشديدة والمتوسطة، والإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة، وقد لوحظ مدى اندماجهم في الأنشطة الجماعية.
وتتحدث المنشطة المتطوعة، بيسان كسوحة، عن تجربتها في المخيم، قائلة: "شاركت مع الأطفال بمختلف الزوايا، وتحديداً زاوية الرسم مع الحركة، والألعاب المشتركة بين الأطفال الأسوياء وأصحاب الإعاقة، ولم نلحظ أي تمييز في التعامل، وهذا ما أردنا إيصاله للأطفال".
بينما يلفت المنشط، صائب عيد، إلى موقف مؤثر شهده خلال فعاليات المخيم، وهو لطفل من ذوي الإعاقة الحركية ويدعى عيسى حين قام من كرسيه المتحرك ليحتضن مدربه، تعبيراً عن مدى فرحته واندماجه بالعروض المقدمة، وشاركته زميلته هيا حجازي، التي وجهت رسالة للمؤسسات المعنية بالطفل، بضرورة مواصلة مثل هذه المشاريع، الهامة والمؤثرة في حياة الأطفال.