مخيم شباب "كفر برعم" للاحتلال: على صدوركم باقون

الجليل

ناهد درباس

ناهد درباس
10 اغسطس 2014
+ الخط -

اختتم عشرات الشباب والأطفال مخيم "عودة البراعم" للسنة الخامسة والعشرين على التوالي بقرية كفر برعم المهجرة في الجليل الأعلى بإصرارهم على حق العودة إلى قريتهم، بعدما افتتحوا المخيم في الصباح بنشيد العودة لبرعم "يدي بيدك خليها" وبالنشيد الوطني الفلسطيني "موطني".

وتم تزيين أرض المخيم لاستقبال أولاد برعم  بشعارات من بينها،"على صدوركم باقون" وأخرى "أنت وصية أبينا ونحن وصية الولد" تدعو للصمود والبقاء وألا ينسوا كفر برعم.

وبقي عشرات الشباب على أنقاض القرية المهجرة برعم، وهم الذين أعلنوا عودتهم قبل عام ويقيمون فيها بشكل دائم.

وأقيم المخيم هذا العام في ظروف خاصة، فدائرة أراضي إسرائيل لم تصادق على ترخيص المخيم بسبب الحرب على غزة، والأمر الثاني بسبب ملاحقة الشرطة لأبناء العودة والذين أعلنوا عودتهم منذ عام إلى قريتهم المهجرة منذ العام الماضي، وهم ما زالوا يقيمون ويبيتون في كنيستها.

وقامت الشرطة ودائرة أراضي إسرائيل باقتحام القرية عدة مرات في الأشهر الأخيرة، مطالبة أهالي القرية من أبناء حركة "العودة" بمغادرتها، وبنزع الشعارات السياسية الموزّعة في أنحاء القرية والتي تؤكد حق العودة.

وتنظر محكمة السلام في مدينة صفد في شهر سبتمبر/أيلول المقبل في المكانة القانونية لهم كعائدين وستقرر بقاءهم أو إبعادهم.

أحواض الزعتر والميرمية والنعنع خضراء يانعة، والدجاج والديوك تطوف ساحة الكنيسة، هذه وغيرها من علامات الحياة الجديدة للشباب العائدين قبل أكثر من سنة إلى جانب أنقاض وأحجار البيوت المهدمة وصمود أشجار الزيتون منذ النكبة.

وشارك في المخيم أطفال أهل كفر برعم المهجرين من الوطن والشتات، من أميركا وأوروبا من عمر ست سنوات وحتى ثمانية عشر عاما. وتحول المخيم إلى مهرجان تقليدي سنوي يربط البراعم ويثبت تشبثهم بالعودة للقرية.

وانطلق مخيم كفر برعم الأول عام 1984، وبدأت في العمل عليه "حركة العودة"، وجميع المرشدين والمقيمين على تنفيذ المخيم الآن هم الجيل الأول لخريجي البراعم. وما زال الشباب مصرين على البقاء في أرضهم بعد أن أعلنوا عودتهم.

وقال ساهر جريس من طاقم منظمي المخيم "يعتمد المخيم على تأكيد الرواية الفلسطينية للمكان من ناحية ثقافية واجتماعية وسياسية عن مرحلة التهجير ونضال أهل القرية. لقد استضفنا محاضرة ضد التجنيد من مشروع "لن أخدم جيشكم" وأمسيات عدة".

وتابع جريس: هذا اللقاء السنوي نحافظ فيه على استمرار التعارف بين أبناء القرية في الشتات، فهذه السنة لم نقم أي احتفال بسبب العدوان على غزة. رسالتنا الأسمى حق العودة والهوية الفلسطينية والترابط الاجتماعي.

وختم حديثه قائلا "ما نقوم به خصوصاً بعد أن أعلنا عودتنا الفعلية إلى كفر برعم كمجموعة من 200 شاب هو نوع من أنواع المقاومة. نحن متواجدون في قريتنا وننام في كنيستنا وننظم أنفسنا بشكل ورديات".

وفي حديثنا مع جورج غنطوس، وهو أحد المشرفين على المخيم قال إنه بدأ يشارك في المخيم منذ طفولته وعمل كمرشد في المخيم ست مرات وهذه السنة الرابعة التي يشارك في الإشراف على المخيم، إضافة لكونه من شباب العودة الذين يسكنون في القرية المهجرة.

ويقول جورج غنطوس: "المخيم مشروع إستراتيجي لأبناء كفر برعم وهو رمز لكل المهجرين واللاجئين الفلسطينيين، ونعمل على بلورة الهوية للأطفال فهم يتربون على هويتهم كبراعم ويتعرفون على أبناء بلدهم ويوطدون علاقتهم الاجتماعية مع أبناء القرية المشتتين والمهجرين، ويبنون علاقة مع المكان ويتعرفون على بيوتهم ويبنون علاقة عاطفية مع المكان. وهذه التجارب تبقى راسخة في الذاكرة".

وأردف غنطوس: "نحن نقوم بعمل تراكمي عندما يكبر الأولاد ويتحولون إلى شباب ويحافظون على ثمار العلاقات الاجتماعية، ومع تخرجهم كبراعم من المخيم تقوم مجموعات شبابية بدور المحرك للمخيم والمرشد بالتعاون مع الجيل الأكبر".

وقالت الطالبة المشاركة في المخيم سلافة مخول (13 عاما)، وهي مهجرة من قرية كفر برعم وتسكن قرية كفر ياسيف "هذه السنة الخامسة التي أشارك في المخيم، المخيم رائع الفعاليات والأمسيات غنية جدا. أقمنا جولة في القرية مع كبار السن، وعرفونا على جميع البيوت ولمن تعود وسردوا لنا عن الحياة والتراث والعادات في القرية قبل التهجير".

وتضيف سلافة: أنحدر من عائلة مهجرة من الطرفين، فأمي مهجرة من قرية البصة وأبي من كفر برعم، أنا مع حق العودة لجميع الفلسطينيين. هذا حقنا. كانت هناك حلقات ونقاشات سياسية عن تعريف الهوية، وأخرى محاضرات ضد التجنيد في الجيش الإسرائيلي، جميع هذه الأنشطة غير قائمة في إطار المدرسة، لا يسمحون لنا بأي نقاش سياسي عن الهوية السياسية، أنا أعرف نفسي كفتاة عربية فلسطينية".

المساهمون