وقال الناشط المقيم في المخيم، عماد غالي، لـ"العربي الجديد"، إن "الطحين مقطوع عن المخيم، وعدد محدود من الأهالي لديه كميات قليلة، ويوم أمس الأحد، عمل فرن المخيم لمدة ساعتين تقريباً قبل أن تنفد كمية الطحين المتوفرة لديه، وذهبت اليوم أملا في أن يكون قد تمكن من الحصول على طحين لكن للأسف لم يحدث. الفرنان الموجودان في المخيم متوقفان حاليا عن العمل".
وأضاف غالي أن "أعداد النازحين الباقين في المخيم تتجاوز 23 ألف شخص، وكثير منهم أطفال ونساء، والأسباب التي تدفعهم للبقاء تكمن في عدم وجود مكان آمن يذهبون إليه. كثيرون يفضلون الموت على العودة إلى مناطق النظام الذي قتل وهجر مئات الآلاف، وبالنسبة لي: لا يمكن أن أعود لأن هذا يعني اعتقالي، وأنا أفضل الموت جوعا في المخيم على ذلك، فقد رأينا ما حصل للشبان الذين رضخوا للمصالحة في درعا والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، وبعضهم ما زال مغيبا في السجون".
وأوضح: "نتمنى أن يفتح لنا طريق إلى الشمال السوري، ولا نريد أن نكون عالة على أحد، ومستعدون أن نعمل أي عمل في مقابل غذائنا هنا في المخيم، وخصوصا أن المنظمات الإغاثية لا تعمل هنا".
وأثرت المعيشة في منازل طينية على حياة النازحين في المخيم، قبل أن يؤثر الحصار والتجويع على ما تبقى من أحلامهم، وروى النازح محمد المطلق، الذي وصل إلى المخيم هارباً من بطش تنظيم "داعش"، لـ"العربي الجديد"، عن يوميات النازحين: "الروتين ذاته نعيشه يومياً، نجلس لساعات طويلة نشرب خلالها الشاي، نمضيها بالحديث عن الرحيل من المخيم، وما سيحل بنا في حال بقينا. حاليا لا يتوفر الطحين، ونعتمد على وجبة واحدة إن وجدت".
وأضاف: "مقومات الحياة في المخيم تكاد تكون منعدمة، والأهالي يعينون بعضهم، وهذا خلق نوعا من التكافل في ظل الظروف الصعبة. الكل يريد أن يغادر إلى الشمال السوري، لكن ليس هناك وسيلة سوى طرق التهريب التي تكلف الكثير من المال الذي لا يملكه أي من النازحين".
وبدأ النظام السوري تطبيق سياسة التجويع بحصار المخيم منذ شهر سبتمبر/أيلول 2018، ودفعت هذه السياسة الكثير من النازحين إلى مغادرة المخيم، وتجاوز عدد المغادرين إلى مناطق سيطرة النظام 20 ألفا خلال الأسابيع القليلة الماضية.