تقبع مدينة ولاتة الأثرية على مسافة 1300 كيلومتر جنوب شرق العاصمة الموريتانية نواكشوط، ولا يمكن للزائر أن يغادرها من دون زيارة أكبر مكتبة للمخطوطات في البلاد، والتي تحتوي على مئات المخطوطات والتحف الفنية التي تحكي تاريخ حضارة صحراوية فريدة.
تتميز المكتبة باللون الأحمر السائد في مباني المدينة القديمة، ويوضح الباحث والمرشد السياحي، عبد الرحمن ولد الطالب بوبكر، لـ"العربي الجديد"، أن المكتبة تضم جناحا خاصا بالقاضي الطالب بوبكر المحجوبي، وجناحا آخر للمكتبة العمومية، وثالثا للقطع الأثرية الخاصة بالتراث الإسلامي، وأجنحة آخرى تضم آثار الثقافة الولائية والأفريقية.
وتم إنشاء مكتبة المخطوطات في تسعينيات القرن الماضي بمبادرة من مالكي المخطوطات المحليين، ومركز التعاون الإسباني العربي، وقال الباحث الموريتاني إن "الاتفاق نص على بناء مبنى للمخطوطات الأثرية مزود بصناديق للتخزين، على أن يقوم ملاك المخطوطات بإيداعها بشكل تطوعي، وخلال عام 1990 تمكنت المكتبة من جمع أكثر من 1500 مخطوط من الأسر العلمية في المدينة، من بينها مكتبة القاضي الطالب بوبكر، ومروان ولد سيدي محمد، ومكتبة محمد عبد الله عبد الرحمن، وآخرين.
ويشير إلى أنه "بعد جمع المخططات عكف الباحث محمدو ولد الداه ولد أيده لسنوات في إحصاء وفهرسة المخطوطات باستخدام الوسائل المعلوماتية الحديثة، وأنشأ قاعدة بيانات خاصة بالمكتبة.
ويوضح ولد الطالب بوبكر، أن مكتبة مخطوطات ولاتة تضم نحو 2500 مخطوط، وأن أقدم المخطوطات في المكتبة هو مخطوط لتفسير القرآن الكريم يعود إلى القرن الخامس الهجري، وتعد المكتبة حاليا ملتقى للباحثين من دول العالم.
وكشفت دراسات وبحوث قام بها باحثون في مجال المخطوطات والوثائق التاريخية أن موريتانيا تضم آلافا من المخطوطات النادرة، ويقدر البعض عددها الإجمالي بأكثر من 40 ألف مخطوط موزعة على 700 مكتبة عمومية وخاصة، ويتواجد أغلبها في المدن الأثرية مثل ولاتة، وودان، وتيشيت، وشنقيط، وهي مدن مصنفة على لائحة التراث العالمي من قبل اليونيسكو.