مخطط تقسيم العراق يبدأ من ديالى: مناطق للبشمركة والمليشيات

19 يناير 2015
قوات من البشمركة (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -
بدأت ملامح التغيير الديمغرافي تظهر بشكل جلي في العراق، وخصوصاً في المحافظات المشتركة، والمناطق التي يتم تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الأمر الذي يجدد مخاوف تقسيم البلاد. ويجري التقسيم بين "البشمركة" والمليشيات الشيعية حالياً، وهو ما أثار استياء المكوّن السنّي، لأنّه يريد حصته.
وتعدّ محافظة ديالى الحدودية مع إيران، من أخطر مناطق النزاع لما تتضمّنه من خليط طائفي وعرقي، يجعل منها محل تنازع بين المكونات. وفي الوقت الذي تسعى فيه المليشيات إلى ضم ديالى إلى المحافظات الجنوبية، بعد تهجير السنّة واجتثاثهم منها، يسعى الكرد، بدورهم، لانتزاع مناطق وضمّها إلى إقليم كردستان، سواء بالقوة أو التوافق مع المليشيات.
 
وقال مسؤول محلي في مجلس محافظة ديالى، فضل عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، إن اتفاقاً عُقد بين البشمركة والمليشيات على تقاسم المناطق التي يسيطر عليها (داعش)".

وأوضح المسؤول نفسه أنّ "الاتفاق الذي تم برعاية إيرانية قضى بتقسيم محافظة ديالى بين الكرد والشيعة، ولم يتطرق إلى المكوّن السني، الأمر الذي ينذر بمخاطر كبيرة قد تطال المكوّن"، مشيراً الى أنّ "الضغوط التي تمارس ضدّ المكوّن السنّي من قبل المليشيات من قتل وتهجير واختطاف وقطع لمياه الشرب تأتي في سياق الاتفاق الذي سيحدث تغييراً ديمغرافياً خطيراً في المحافظة".
 
وأشار إلى أنّ "محافظة ديالى اليوم تعدّ من أسوأ المحافظات أمنياً، إذ إنّ المكوّن السني يعاني الاضطهاد والتنكيل والقتل بغية تنفيذ الاتفاق وتقاسم المناطق، ليدفع المكوّن ثمن ذلك".
 
من جهته، قال القيادي الكردي حسن جهاد، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الاتفاق تضمّن تقاسم بعض مناطق المحافظة. وبما أنّ قوات البشمركة لم تشارك في معركة تحرير ناحية السعدية، فإن الناحية ستكون من حصة المليشيات الشيعية. وبما أنّ المليشيات لم تشارك في معركة تحرير ناحية جلولاء، وتم تحريرها من قبل البشمركة وحدهم، فإنّها ستكون من حصة البشمركة".
 
وأكّد جهاد أنّ "ناحية السعدية لم تشهد حتى الآن عودة العوائل النازحة، لأنها تضم خليطاً من الحشد الشعبي والإيرانيين والعصائب وسرايا السلام وغيرها". وأشار إلى أنّ "جلولاء تختلف عنها، وشهدت عودة عدد قليل من العوائل، لأنّ البشمركة لا تهجر أحداً، وكل العوائل ستعود قريباً إلى جلولاء".
من جهته، اتهم عضو مجلس شيوخ محافظة ديالى، الشيخ محمود النداوي، الحكومة العراقية بـ "الوقوف خلف مخطط تقسيم المحافظة وإقصاء المكون السنّي منها". وأكّد الشيخ خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "الحكومة عمدت إلى عدم تسليح العشائر السنية في ديالى والمحافظات الأخرى، مقابل تسليح المليشيات الطائفية تحت مسمى (الحشد الشعبي)، ليتسنى لهم إحداث تغيير ديمغرافي كما يحلو لهم من دون أي مقاومة تذكر".
ودعا الشيخ الدول العربية والمنظمات الدولية إلى "الوقوف ضد هذا المخطط، ودعم العشائر السنية التي تهجّر من مناطقها ويُخطف ويقتل أبناؤها أمام مرأى وبمساعدة الأجهزة الأمنية".
وكان مسؤول محلي في مجلس محافظة ديالى، قد كشف في مطلع يناير/كانون الثاني الجاري لـ "العربي الجديد"، عن اتفاق كردي – شيعي، لإقصاء السنّة بشكل كامل عن المناطق المحررة من "داعش".
المساهمون