تستمر التعزيزات العسكرية لمليشيا الحشد الشعبي لليوم الثالث على التوالي بالوصول إلى مشارف مدينة كركوك شمال العراق ضمن خطة لمهاجمة منطقة البشير المجاورة لمدينة كركوك، والتي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ عام ونصف تقريبا، وسط مخاوف من صدام وشيك مع قوات البشمركة التي تتواجد على تخوم المنطقة ذاتها.
وعبّر برلمانيون وقادة أكراد عن قلقهم من هذا التحرك بخاصة أنه يجري دون غطاء أو تصريح من حكومة بغداد وبشكل منفرد بمعزل عن قوات الجيش أو الشرطة النظامية.
وقال مسؤول رفيع بقوات البشمركة الكردية بكركوك إن الهدف المعلن للحشد هو استعادة المنطقة التي تقطنها غالبية تركمانية من سيطرة تنظيم "داعش". وأضاف أن "ثلاث فصائل هي العصائب وبدر وحزب الله تحشد قواتها هناك منذ أيام واعطيناهم تحذيرا بأن أي اقتراب لهم من حدود كركوك سيكون موجعا لهم وقد تلقوا الرسالة منا بوضوح"، على حد قوله.
وبين أن طرد "داعش" من المنطقة من المفترض حسب الخطة أن يتم ضمن جهود قوات الجيش النظامي والتحالف الدولي بعد الانتهاء من تطهير محافظة سامراء، إلا أن الحشد استبق الجميع وحشد قواته فيها.
وتابع: "نحن غير مسؤولين عن أي جرائم أو انتهاكات يرتكبها الحشد ضد السكان في تلك المنطقة كونها ملفاً حساساً بسبب طبيعتها السكانية (القومية التركمانية)".
وتقع منطقة البشير على بعد 25 كيلومتراً جنوب مركز مدينة كركوك، وعلى بعد 12 كيلومتراً من حقول النفط العراقية والتي يسيطر عليها الأكراد حاليا بعد تحريرها من تنظيم "داعش".
وهدد عدد من زعماء من الحشد الشعبي إقليم كردستان بضرورة الانسحاب من تلك الحقول وتسليمها لبغداد متهما حكومة كردستان بالعمل على "تكريد" الكثير من المناطق المحيطة بكركوك على حساب العرب والتركمان.
من جانبه، قال مقرر لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، شاخوان عبد الله، إن "إرسال قوات الحشد الشعبي لتعزيزات ومعدات وأسلحة ثقيلة إلى محيط محافظة كركوك يأتي تخوفا من نتائج عملية الاستفتاء المنتظر اجراؤها في المحافظة".
وأوضح عبد الله في تصريح نقلته وكالة "باس نيوز" الكردية إن "البشمركة تتابع منذ مطلع العام الحالي رصد تحركات للحشد الشعبي في قضاء طوزخورماتو والبشير في حدود محافظة كركوك حيث نقلوا آليات ومعدات عسكرية واسلحة ومسلحين إلى مناطق هي تحت سيطرة قوات البشمركة بالكامل".
ولمح إلى وجود أهداف سياسية لتلك المليشيات بقوله: "قدوم تلك القوات يهدف لتخويف المواطنين الكرد والسيطرة على تلك المناطق تدريجيا عبر دعم القوات التي تم إرسالها"، مشيرا إلى أن "هذه القوات جاءت بهدف تخويف المواطنين الكرد وتهديدهم قبل إجراء الاستفتاء المنتظر" إجراؤه خلال الأشهر القليلة المقبلة.
من جهته قال الخبير الأمني، خالد الضيدان، في تصريح لـ" العربي الجديد" إن "التعزيزات العسكرية للحشد تعني ترقب مشاكل جديدة"، مبينا أن "ترك تلك المليشيات مناطق قرب بغداد بنحو 20 كيلومتراً تحت سيطرة داعش والتوجه إلى كركوك شمال العراق من أجل منطقة صغيرة يجب أن يثير قلق الأكراد".