مخاوف من تصدّع وشرذمة في معسكر اليمين الإسرائيلي

14 ديسمبر 2014
احتمال قائمة مشتركة بين الليكود والبيت اليهودي (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد الساحة الحزبية في إسرائيل حراكاً نشيطاً، في ظل بوادر تصدع في معسكر اليمين، وتفتّت قواه لأحزابٍ صغيرة، من شأن بعضها ألا يتجاوز نسبة الحسم الجديدة، البالغة 3.25%. ويبدو أن أول انشقاق هو من نصيب حركة "شاس"، بعد أن أعلن الرجل الثاني في الحركة، وزعيمها السابق إيلي يشاي، أنّه يعتزم الانشقاق عن الحركة وتشكيل قائمة جديدة، بعد أن رفض زعيم الحركة، أريه درعي، القبول بمطلبه بأن يكون شريكاً في تحديد قائمة "شاس" للانتخابات القامة.

في المقابل، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أنّ أحد خيارات إيلي يشاي، مرتبطة باحتمالات انشقاق مشابه في حزب البيت اليهودي، الذي يقوده نفتالي بينيت. فقد هدد زعيم كتلة الاتحاد القومي، الوزير المتطرف أوري أريئيل، بالانشقاق عن البيت اليهودي وخوض الانتخابات في قائمة منفصلة.

وأشار مراسل الإذاعة الإسرائيلية، إلى أنّ هناك اتصالات بين إيلي يشاي، وبين أوري أريئيل حول بلورة قائمة مشتركة، ولا سيما أنّ الأخير يمثل وقائمته الشق الحريدي الصهيوني في البيت اليهودي، بينما يمثل يشاي الشق اليميني المتطرف، في حركة "شاس".

وفي حين قالت مصادر إن نفتالي بينت يرغب بدفع أوري أريئيل خارج القائمة، إلا أن هناك أصواتا في البيت اليهودي تدعو أوري أريئيل، إلى عدم شق "الصف المتديّن الصهيوني"، حتى لا يتكرّر ما حدث في انتخابات العام 1992، عندما أدت النزاعات في المعسكر اليميني المتطرف إلى سقوط أحزاب يمينية، أبرزها حزب "هتحيا"، ما مكّن في نهاية المطاف إسحق رابين من تشكيل حكومته بالاعتماد على أصوات ثلاثة نواب، انشقوا عن حركة "تسومت" التي قادها رفائيل إيتان، وعن كتلة مانعة شكلتها الأحزاب العربية.

في المقابل، رأت محافل حزبية أنّه في حال استمر تدهور وضع الليكود في الاستطلاعات للرأي العام، وفي حال انشق جناح أوري أريئيل عن البيت اليهودي، فإن ذلك سيعزز احتمالات خوض الليكود والبيت اليهودي، الانتخابات في قائمة مشتركة سعياً للحصول على عدد أكبر من المقاعد، يفوق عدد المقاعد التي تمنحها الاستطلاعات لغاية الآن، للتحالف بين حزب العمل بقيادة يتسحاق هرتسوغ، وبين حزب هتنوعاه بقيادة تسيبي ليفني.

وقد أظهرت الاستطلاعات، أنّ التحالف سيحصل على عددٍ أكبر من المقاعد من قائمة الليكود. وسيكون من شأن تحالف مشترك بين الليكود والبيت اليهودي، أن يضمن ترشيح نتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة.

من جهةٍ أخرى فإنّ التصدع في معسكر اليمين، يلقي بظلاله أيضاً، بفعل التوتر السائد بين ليبرمان ونتنياهو. فقد أعلن أفيغور ليبرمان، أمس السبت، بعد أن وجّه انتقادات لإدارة نتنياهو للعدوان على غزة، أن حزبه لا يسقط من خياراته احتمال تشكيل ائتلاف حكومي مع حزب العمل، برئاسة يتسحاق هرتسوغ.

كما أوضح ليبرمان، أنّ حزبه لن يخوض الانتخابات في قائمة تحالفية مع الحزب الجديد، الذي شكّله الوزير الليكودي السابق، موشيه كاحلون، على الرغم من توقيع الحزبين على اتفاق تبادل لفائض الأصوات.

في غضون ذلك، ينتظر أن يصوت اليوم الأحد، مؤتمر "حزب العمل" على التحالف الذي أعلن عنه رئيس الحزب، يتسحاق هرتسوغ، مع زعيمة "هتنوعاه"، تسيبي ليفني.