تحذيرات تأتي أيضاً في ظل جهود أميركية لحثّ الكونغرس على السماح بإبرام صفقات سلاح مع العراق لدعم العملية العسكرية في الأنبار.
وحذر رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، من أنه "ما لم يتوقف القصف المدفعي على مدن المحافظة، فإن الأزمة الأمنية قد تشهد تحوّلاً دراماتيكياً، وتجعل من الأنبار سوريا ثانية في العراق".
وتقع محافظة الأنبار في غرب العراق بمحاذاة سوريا، وتقول الحكومة العراقية إنها توفّر ملاذاً آمناً وقاعدة خلفية لدعم عناصر "داعش" التي تقاتل في سوريا. وأطلقت حكومة نوري المالكي عملية عسكرية واسعة في 21 كانون الأول/ديسمبر الماضي في المحافظة، وذلك بعد مقتل 16 جندياً عراقياً أثناء مداهمتهم مكاناً تابعاً لتنظيم "القاعدة" في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران، بينهم قائد الفرقة السابعة في الجيش. غير أن معارضي المالكي يقولون إن الحملة تهدف إلى تعزيز موقعه بعد تدهور شعبيته، وتقديم حكومته كشريك فاعل ضد "الإرهاب"، وخصوصاً مع تطور الأزمة في سوريا.
وطالب رئيس مجلس المحافظة المالكي بالتوصل إلى حل جذري للأزمة بعيداً عن العمل العسكري. وكان الكرحوت قد أعلن الفلوجة مدينة منكوبة بسبب نزوح نحو 250 ألف شخص منها.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر صحافية أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" سيطروا على قريتي النساف والبوعلوان غربي الفلوجة بعد الاشتباك مع القوات الحكومية، مشيرة إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة.
وكانت "وكالة التعاون الدفاعي والأمني" الأميركية قد أبلغت الكونغرس قبل يومين، أنها تنوي إجراء عملية بيع محتملة لنحو 24 مروحية "أباتشي" مع صواريخ ومعدات إلى العراق.
وأشارت الوكالة إلى أهمية الصفقة للأمن القومي الأميركي، بما أنها "ستساعد على تحسين الأمن القومي الأميركي من خلال دعم أمن دولة ترتبط مع واشنطن بشراكة استراتيجية".
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت عن حاجتها الماسة للمساعدات العسكرية، وطلبت من روسيا تزويدها بالدعم بعد تأخر المساعدات الأميركية.