تستمر مخاوف الحجاج اليمنيين من عدم قدرتهم على أداء فريضة الحج لهذا العام 1436هـ، مع استمرار المواجهات المسلحة في الحدود اليمنية السعودية، وتأخر تفويج الحجاج اليمنيين، ودخول الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، في ظل وعود تتحدث عن السماح لحجيج البر دون الجو بالدخول إلى الأراضي السعودية.
وكان مئات الحوثيين قد تظاهروا، الجمعة الماضية، تنديدا بـ"منع السعودية اليمنيين من أداء فريضة الحج هذا العام"، وهددوا بالدخول إلى السعودية بأسلحتهم وأداء فريضة الحج بالقوة.
وجاءت هذه المظاهرة التي دعت لها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بعد اتهامات أشارت إليها وسائل إعلام تابعة لها عن ما وصفوه بـ"منع السعودية" لليمنيين من أداء الحج، بينما نفت السلطات السعودية هذه التهم، مؤكدة أن "عدداً من الحجاج اليمنيين وصلوا إلى السعودية خلال الأيام الماضية".
إلى ذلك، نفى رئيس هيئة الحصر التابعة لوزارة الحج في المملكة، وليد حسن خفاجي، منع الحجاج اليمنيين من أداء فريضة الحج، واصفاً الأخبار المتداولة بـ"الإشاعات والأكاذيب التي يروجها الإعلام الحوثي".
وقال خفاجي في تصريح له، إن ما يشاع حول منع السعودية لليمنيين من الحج مجرد "إشاعات عارية عن الصحة، وتهدف إلى تشويه الجهود التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه اليمن وشعبها"، مؤكدا وجود "فريق لاستقبال الحجاج اليمنيين في منفذي الخضراء والوديعة البريين في منطقة نجران، إضافة إلى فريق في منفذ الطوال بجازان، وآخر بمنفذ علب بعسير".
بدورها، أكدت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، أمس الأحد، أن المملكة العربية السعودية أبدت استعدادها لاستقبال الحجاج اليمنيين، وذلك من خلال إجراءات تم الاتفاق بشأنها مؤخراً. وأشارت، في بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إلى أن الجانب السعودي أكد السماح باستقبال "خمسة آلاف كدفعة أولى، وسيكون التأشير لهم عبر منفذ الوديعة الحدودي"، لافتاً إلى أن المملكة تعهدت باستنفار كل أجهزتها لتسهيل عملية استقبال الحجاج اليمنيين.
وبينت الأوقاف اليمنية وجود "إشكالية" بالنسبة لحجاج الجو "في ما يتعلق بالتأشير لهم، وكذلك تنسيق الرحلات مع مصلحة الطيران المدني السعودي"، موضحةً أن الوزارة تبحث مع الجانب السعودي سرعة تحويل مبالغ الحج للمملكة. مضيفا أن الجانبين السعودي واليمني سيعقدان "خلال الساعات القادمة، اجتماعا في مكة المكرمة، وسيتم تشكيل غرفة عمليات متواصلة لاستقبال أول فوج من الحجاج اليمنيين خلال الأيام القليلة المقبلة".
بدوره، حث الوزير اليمني، الوكالات المعتمدة لتفويج الحجاج للعام الحالي، على سرعة تجهيز عقود السكن، كونها مرتبطة بتأشير جوازات الحجاج اليمنيين.
اقرأ أيضا اليمن: جدلية الحرب والحج
أسباب التأخير
وعن أسباب تأخر تفويج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة، أرجع مصدر في وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية ذلك إلى تأخر قطاع الحج والعمرة في الوزارة، في الترتيب للحج بسبب الحرب.
وقال المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن الوزارة "عادة وفي الأوضاع الطبيعية، تعمل على الترتيب للحج بداية شهر رجب من كل عام"، لكن التحركات هذا العام بدأت في شهر رمضان.
وأشار المصدر إلى وجود جهات حكومية أخرى حاولت القيام بمهمة وزارة الأوقاف والإرشاد، بذريعة أن الحوثيين يسيطرون على الوزارة، ما سبّب بعض التعقيدات في عملية التنسيق، إلا أن الوزارة تجاوزت ذلك عن طريق الترتيب المباشر مع رئيس الحكومة الدكتور خالد بحاح في الرياض.
وعن أموال الحجاج، أكد المصدر أن الوزارة "جعلت الحجاج يوردون أموالهم إلى حسابات خاصة بأسمائهم في بنك التسليف الزراعي اليمني، بهدف الحفاظ عليها من العبث المحتمل من قبل الوكالات المفوجة أو الوزارة أو أي جهة أخرى".
وعن تدخلات جماعة الحوثي في ترتيبات تفويج الحجاج هذا العام، أوضح المصدر أن الحوثيين "لم يتركوا صغيرة أو كبيرة في هذا الشأن إلا وتدخلوا فيها".
الجدير بالذكر، أن حصة اليمن السنوية من الحجاج تقدر بنحو 19400 حاج، والذي جاء بعد طلب السلطات السعودية خفض حصص الدول إلى 20 في المائة، نظرا لأعمال التوسعة الجارية في صحن طواف المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وتؤكد المصادر أن عدد الحجاج المسجلين هذا العام 17 ألف حاج، كان قد انسحب منهم 1200 شخص، وتم استبدالهم بمسجلين آخرين.
اقرأ أيضا السعودية: اكتمال التوسعة العام القادم واستقبال 5 ملايين حاج