محمود أشكناني.. تجريد في "حوارات لونية"

30 سبتمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

تعود ذاكرة محمود أشكناني إلى الطفولة حين كان يشاهد والدته تعمل في حياكة وتزيين الأزياء، والذي سيقوده إلى الرسم على الجدران وصولاً إلى تعلّمه الفن حيث عمل مدرساً لسنوات طويلة، كما كان جزءاً من الفنانين الذين احتضهم "المرسم الحر" في كويت الستينيات حيث برز عدد من الروّاد.

يشكّل اللون العنصر الأساسي في تجربة الفنان الكويتي (1949) مع تنوّعاتها بين التعبيرية والتجريد، مركزاً على التعامل مع الضوء الذي يشكّل تضاده أو تنافره داخل تدرجات اللون الواحد أو بين الألوان التي تكوّن اللوحة، مفهوماً أساسياً تعامل معه حوالي خمسة عقود.

حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في "منصة الفن المعاصر" (كاب) في العاصمة الكويتية معرضه الجديد "حوارات لونية" الذي افتتح أمس الأحد، الذي يضمّ خمسة وعشرين عملاً ونفّذت جميعها باستخدام الأكريليك.

من المعرضفي السنوات الأخيرة، يشتغل أشكناني على اللون الأحمر ضمن محاولات لإبراز التباينات في سطوعه وبهوته، وإشراقه وأعتامه، ووهجه وانطفائه، في سياق تعامله مع هذه التقابلات التي تحيل إلى طروحات متجدّدة على الدوام، حيث تأخذ أحياناً أبعاداً واقعية تتصل بالتراب والمادة وتمثلاتها وتذهب أحياناً إلى مساحات حلمية يكتنفها الغموض وعدم اليقين.

تحضر أيضاً خبرة مديدة في تكثيف اللون وسيولته على سطح اللوحة، والتي تمنح أسلوباً خاصاً استطاع الفنان أن يطوّره مع تراكم الزمن والأعمال، كما أن الجانب الشكلاني في العمل لا ينفصل عن تكوينه الأساسي أو ثيماته المختلفة التي يعكسها كلّ عمل على حدة.

في أعمال سابقة، يركّز أشكناني على الأزرق بتأويلاته المتعدّدة التي تبعث على التوق إلى آفاق بعيدة ترمز إلى الحرية والانعتاق من القيود الأرضية، أو تشير إلى تساؤلات وجودية تحيط بغايات الفن من جهة، وحضور الكائن وغيابه من جهة أخرى.

كما يقدّم الفنان تكوينات عديدة تتصل بدواخل الإنسان وصلته بالآخر خارجه، وهي ثيمة تتكرّر في أكثر من مرحلة من تجربته، التي تحاكي في تجريدها حالات تشخيصية أو معنى ما حتى ذابت في طبقات اللون.

المساهمون