محمد نزار النصف:الكويت من أكثر الدول نشاطاً في الإنترنت

21 سبتمبر 2015
الرئيس التنفيذي لشركة كواليتي نت الكويتية(العربي الجديد)
+ الخط -
اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة كواليتي نت الكويتية، محمد نزار النصف، أن قطاع الإنترنت يمر حالياً بفترة من التنظيم ينعكس على الخدمات المقدمة للعملاء، بعد تأسيس هيئة تنظيم الاتصالات، مشيراً إلى أن الكويت تعد من أسرع الدول نشاطاً في هذا المجال. وهنا نص المقابلة:

*كيف تقيم واقع قطاع الإنترنت في الكويت؟

لا شك أن قطاع الإنترنت يعد اليوم من أبرز القطاعات في السوق المحلية. كيف لا وهو المسؤول عن ربط العالم ببعضه البعض مباشرة، ونحن في الكويت نعد من أولى الدول التي دخلت عالم الإنترنت في أواخر التسعينيات، ويعود السبب في ذلك إلى القدرة المالية الكبيرة التي تملكها الدولة، والقدرة على تأسيس الشركات بسرعة، بحيث يصل عدد الشركات العاملة في الكويت اليوم إلى نحو 5 شركات للإنترنت، و3 شركات للهاتف تقدم خدمات البيانات أيضاً، ما يجعلنا من أكثر الدول نشاطاً في المنطقة على صعيد القطاع.

*ما هي برأيكم أبرز المشاكل التي يعاني منها القطاع اليوم؟

بالرغم من أننا الدولة الأولى التي أدخلت الإنترنت إلى الخليج، إلا أننا في الكويت تأثرنا سلباً خلال فترة الغزو العراقي في العام 1990، ما أدى إلى تقدّم باقي دول المنطقة واحتلالها مراتب ريادية على حسابنا. وبعد الخروج من الأزمة برزت مشكلة عدم وجود منظم لقطاع الإنترنت في الدولة، وهو ما تولت أمره وزارة الاتصالات حتى تأسيس هيئة تنظيم الاتصالات التي بدأت عملها رسميا في شهر يونيو/حزيران الماضي.

اقرأ أيضاً:كيف ستسيطر الكويت على عجز الموازنة؟

*كيف تنظرون إلى عمل الهيئة؟ وما هي أبرز المهام الملقاة على عاتقها؟

نحن في شركات الإنترنت والاتصالات، نرى أن دور وواجبات الهيئة تقوم اليوم على إنشاء منصة إلكترونية وشرح كافة النقاط في قانونها، بالإضافة إلى القيام بندوات حول أهمية الاتصالات والشبكة العنكبوتية والالتزام بالقوانين.
ونطالب هنا بضرورة التعامل بشفافية مع مختلف الجهات الموجودة في السوق، والتباحث مع جميع الشركات لمعرفة حاجاتها وتذليل الصعوبات التي تعاني منها، والتعامل بحياد وعدم مراعاة لطرف على حساب آخر.
ونحن نعتبر أنه هناك حاجة كبيرة للكويت لتفعيل الكابلات الشمالية مع العراق، لمواجهة احتمال انقطاع الخدمة والإنترنت في حال تضرر الكابلات البرية والبحرية المتوافرة حالياً في بعض المناطق، وعلى الحدود السعودية وفي أبراج الاتصالات.

*هل يؤثر وجود عدد كبير من الشركات مقارنة مع نسبة السكان على جودة الخدمات المقدمة؟

تظهر جميع المعطيات والإحصاءات أن المنافسة هي لصالح العميل. ولا شك في أن العدد الكبير للشركات التي تقدّم خدمات الإنترنت في الكويت، والذي يصل إلى 5 تضاف إليها 3 شركات اتصالات متنقلة، يزيد المنافسة في السوق التي يعد العملاء فيها من الأكثر طلباً للتكنولوجيا الحديثة.

كما تظهر البيانات، أن العملاء في السوق يبحثون عن أفضل العروض وأقل التكاليف، ومن هنا تبرز أهمية هيئة تنظيم الاتصالات لوضع الشروط اللازمة لعمل الشركات في السوق وتنظيم الأسعار والعروض، خصوصاً أن التجارب أثبتت أن "البقاء للأقوى" و"للأكثر قرباً" من العملاء في السوق.


اقرأ أيضاً:داوود معرفي: 78% من المشاريع الكويتية صغيرة ومتوسطة


*هل يؤثر برأيكم تقديم شركات الاتصالات خدمات المعلومات على مزودي الإنترنت؟

لقد أحدث دخول شركات الاتصالات المتنقلة على خط تقديم خدمات الإنترنت، أثراً سلبياً وإيجابياً على شركات تقديم خدمات الإنترنت في السوق. فمن ناحية حصلت الشركات على نسبة من العملاء، واستفادت شركات الإنترنت من شراء السعات من قبل الشركات الثلاثة "زين" و"فيفا" و"أوريدو" العاملة في السوق، ما ساعدها على الحصول على إيرادات إضافية من بيع خدمات الإنترنت في السوق.
ونحن نرى أنه وفي ظل عمل الشركات الخمس في السوق، إما بعد فوزها بمزاد، أو بعد الحصول على رخصة مباشرة من وزارة الاتصالات، ينبغي العمل للكشف عن المشغل المهيمن ومعرفة ما إذا كانت وزارة الاتصالات أو أي شركة أخرى موجودة في السوق، لأن ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى حماية شركات الإنترنت وتنظيم عمليات تداخل النشاطات بين الشركات العاملة في السوق.

*نسمع كثيراً عن خدمات الفايبر أوبتيك، هل دخلت هذه الخدمة حيز التطبيق في الكويت؟

نعتبر في الكويت من الدول الخليجية القليلة في تطبيق نظام "الفايبر أوبتيك" في تقديم خدمات الإنترنت في السوق، إذ إن 15% من مساحة الدولة تحظى بهذه الخدمة المتطورة.

ولا شك أن اعتماد هذا النظام يعود بالمنفعة الكبيرة على الدولة وعلى الشركات العاملة في السوق، وسيؤدي إلى تخفيض المشاكل بشكل كبير، إذ إن نظام الكايبل المعتمد حالياً يتأثر بالعديد من الظروف كالأمطار والحرارة المرتفعة، والحفريات، ما يؤدي إلى انقطاع خدمة الإنترنت.
ولا بد من الإشارة هنا أيضاً، إلى أن كل 100 اتصال على مركز خدمة العملاء في الشركات لحل مشكلة عبر الكايبل العادي، يقابله 0.25 اتصال لحل مشكلة تتعلق بتقنية "الفايبر أوبتيك" في السوق، ما يظهر الأهمية الكبيرة لتعزيز هذه التقنية في السوق، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تطبيق خدمات الفايبر أوبيتك يساهم في تطوير قطاع الإنترنت بشكل أساسي، كما أنها تعد من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن الكويتي.

*هل بدأت الشركات الكويتية بالتوسع في الخارج؟

تستفيد الكويت من البحث الدائم لشركاتها عن الفرص المميزة، سواء على المستوى المحلي أو في الخارج. وتظهر الأرقام أن الشركات العاملة في قطاع الإنترنت وقعت عقوداً وصفقات بقيمة تعادل 200 مليون دولار تقريباً في جنوب العراق، كما تستمر بالتوسع في الدول العربية الأخرى، عبر مجموعة من المشاريع في السعودية ومصر وجنوب العراق والبحرين وغيرها من الدول.

*ما أبرز الخدمات المقدمة في قطاع الإنترنت بالكويت؟

تعد شركاتنا المقدمة للخدمات من الشركات المميزة في السوق الخليجية اليوم، إذ بدأنا عملنا عبر تقديم خدمات الإنترنت فقط ولكننا رأينا أن الكلفة ستنخفض مع تقدم الوقت والتطور الحاصل في العالم ما سيؤثر على عمل الشركات في السوق، فتحول أغلبنا إلى شركة خدماتية تقدّم خدمات ربط فروع الشركات والأمن وخدمات البصمات الإلكترونية في الشركات، وحلول نقل البيانات بأقل الأسعار وأفضل الباقات. كما بدأنا أخيراً في "'كواليتي نت" وغيرها من الشركات بتقديم خدمات الـ "BOT" للشركات العقارية التي تتيح لها توفير الخدمات في الأماكن الحيوية، لقاء منح نسبة من الأرباح لملاك الشركات في نهاية العام، وبدأنا بتقديم خدماتنا في المجمعات الكبرى في جميع المناطق لقاء عقود تتراوح مدتها بين 7 و10 سنوات.
وبات لدينا مع الوقت شراكات لبيع السعات لشركات الاتصالات الثلاث الموجودة في السوق؛ وهي "زين" و"فيفا" و"أوريدو"، ما يظهر الثقة الكبيرة بخدماتنا من قبل جميع الفئات في الدولة.
المساهمون