محمد طلحاوي: زخرفة بقوانين الهندسة

10 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -

"مملكة الهندسة" عنوان معرض افتُتح في "المؤسسة العامة للحي الثقافي" (كتارا) في الثالث من الشهر الجاري لـ التشكيلي الجزائري محمد طلحاوي، ويتواصل حتى الثاني عشر منه، ويضمّ لوحات تمثّل مراحل مختلفة من تجربة الفنان الممتدة لثلاثين عاماً.

بدأ طلحاوي رحلته في محاكاة الزخارف والفنون الإسلامية من مدينته تلمسان في الغرب الجزائري، ثم انتقل إلى مدن عدّة للتعرّف على نماذج مختلفة منها في الأندلس والهند وإيران وتركيا، في سعيه لتطوير تقنية جديدة تدمج الهندسة العلمية بالفن والزخرفة.

يضمّ المعرض أربعة وعشرين لوحة تمزج بين الأشكال الهندسية والنباتية والخطية ضمن انعكاسها في المرآة، اعتماداً على العديد من القوانين الرياضية التي وضعها الفنانون المسلمون الأوائل ضمن حسابات ونسب وإسقاطات محدّدة.

طوّر الفنان قاعدة بيانات ضمن مكتبة افتراضية فيها ملفات تحتوي على رسومات توجيهية للأشكال الزخرفية المتنوعة، تم انتاجها في سياقات زمنية مختلفة ومساحات واسعة للغاية، من الأندلس إلى الهند مروراً بالجزائر والمغرب، لذلك كان لكل نمط بطاقة هوية خاصة به، تحتوي على رموز حمض نووي خاص، وقد اكتسبت قاعدة البيانات هذه مئات بطاقات الهوية، بانتظار أن تتجسد واقعياً.

من المعرضقدّم طلحاوي أعمالاً عديدة مثل زخارفه في مشروع إحياء المدرسة التشفانية في تلمسان، والذي مزج فيه بين الأشكال الهندسية والأزهار والكاليغراف، مبرزاً أشكال زخرفتها الثلاث وهي: المربع والمثلث وخماسي الأضلاع والتي توافق كل مجموعة منها زوايا معينة توّجه تحركات الخط، ويُعرض مجسم مصغر للمدرسة في "متحف الفنون" في المدينة بمدينة تلمسان.

كما أنجز زخارف في مسجد قول شريف في كشمير تجمع بين الفن الأندلسي والفن المغولي، وهو يستخدم خامات عدّة مثل الجبس والخشب والأزياء التقليدية، إضافة إلى تصميمه أزياء شعبية خاصة تحتوي زخرفة إسلامية.

على هامش المعرض، أقام طلحاوي ورشتين حول الصلة بين الهندسة والجمال الفني، حيث تمت التطبيقات فيها لنموذجين؛ الأول في الخزف من مدينة تلمسان، والثاني لباب خشبي من مسجد بتركيا، عبر استخدام مواد كالخشب والجص والرخام والزجاج والمعدن والمنسوجات، من أجل صنع مجسمات تُستَعمل في العمارة والتصميم الداخلي والتأثيث.

المساهمون