محمد رمضان يتحالف مع منافسيه

07 ابريل 2020
استعان محمد رمضان بحسن شاكوش في مسلسله "البرنس" (فيسبوك)
+ الخط -
يحاول بعض الفنانين في العالم العربي اللحاق بكل ما هو "ناجح" سعياً وراء تعزيز الشهرة، والخروج إلى جمهور آخر. هكذا، تأتي المحاولات دائماً لمصلحة الفنانين أنفسهم، وربما ليس للعمل الفني بحد ذاته. هذا بالطبع ما حصل مع الفنان محمد رمضان، الذي يكسب شهرة وجماهيرية عالية في القاهرة، أضف إلى ذلك تبني محطة MBC السعودية لـ"موهبته" في عالم التمثيل، والإصرار على احتكاره من قبل المحطة في أعمال درامية خاصة بموسم رمضان كل عام.
محمد رمضان، يحاول من خلال "الميديا البديلة" الهروب إلى جمهور آخر تماماً، كما استعان بالمغني المغربي سعد لمجرد في أغنية "انساي" التي ما زالت حتى اليوم تحقق أعلى نسبة استماع أو متابعة على المواقع البديلة. الواضح أن لجوء رمضان إلى لمجرد كان بسبب جماهيرية هذا الأخير، رغم الأزمة التي مرّ بها واتهامه بالاعتداء على فتيات في فرنسا وسجنه. لكن ذلك لم يثنِ محمد رمضان عن استغلال شعبية لمجرد، وتجنيده ليقف مغنياً إلى جانبه. وبعيداً عن المقارنة والفرق في الأداء والصوت بين محمد رمضان وسعد لمجرد، كان واضحاً أن هذه الصفقة، أو "الديو"، لأغنية "انساي"، لا تقتصر على مصلحة رمضان وحده، لمجرد كان في أمسّ الحاجة للعودة، من خلال أغنية إيقاعية، وكسب جمهور من لقب نفسه بـ"الأسطورة"، أي رمضان، ومبايعة الأخير للمجرد بلقب "المعلم" المذكور في الأغنية، وهذا وحده يعتبر أداة للترويج للطرفين، الأول يسعى لإبراز وجوده في المغرب، والثاني لكسب الجمهور المصري وتعاطفه معه بعد قضاياه العالقة في باريس.
اليوم، يستعيد محمد رمضان المشهد، من خلال إشراك مطرب "المهرجانات" حسن شاكوش، صاحب أغنية "بنت الجيران"، في أغنية ضمن مسلسل رمضاني سيحقق حضوراً عالياً، يؤدي بطولته رمضان إلى جانب اللبنانية نور، ومجموعة من الممثلين. وتأتي استعانة رمضان بحسن شاكوش لتشكل ضربة لنقيب الموسيقيين هاني شاكر الذي فتح الحرب على مطربي المهرجانات، ووصل به الحال إلى إلغاء حفلات كان من المفترض أن يحييها رمضان نفسه في القاهرة، واتهم هاني شاكر هؤلاء بأنهم موجة لا يمكن استمرارها، وأن أغنياتهم تحثّ على الرذيلة. لكن الشارع العربي رفض اتهامات شاكر، واستطاعت أغنية "بنت الجيران" القفز إلى ما يقارب 235 مليون مستمع على محمّل يوتيوب، وهذا ما ينفي كل الاتهامات التي كالها هاني شاكر لشاكوش وزميله عمر كمال، وهو بالطبع ما فتح أمام المغنين باب الحفلات على مصراعيه، وبدأت جولتهما الفنية في العالم العربي، وكان من المفترض أن تبدأ في لبنان لولا اجتياح فيروس كورونا وإلغاء معظم الفعاليات والنشاطات الفنية في العالم.
يمكن القول إن السعي وراء جمهور من ثوب آخر يعتبر ضرباً من ذكاء الفنان، وقد يعمد بعض الفنانين عن قصد إلى كسب جمهور زميل ينافسهم، بعيداً عن السجالات، وتغلب منطق الغيرة. لكن حكاية محمد رمضان مع الترويج لنفسه مكشوفة، ومن الواضح أن استغلاله لكل عمل فني "ضارب" يعتبر أداة تسعى إلى هدف أوحد، هو البقاء ضمن الصفوف الأمامية بغضّ النظر عن الوسيلة.
المساهمون