هناك حكايةٌ تدورُ حاليّاً في الوسط الفني المصري، عن أنّ الممثّل محمد رمضان، اتّصل قبل عدّة أشهر بالفنان عادل إمام، وطلب منه أن يتشارَكَا سوياً بطولة فيلم أو مسلسل. ولكن إمام استهجن جداً هذا الكلام، ورفض التعاون. ولذلك، فبعد النجاح التاريخي لمسلسل "الأسطورة"، ثم مسرحية "أهلاً رمضان" مُؤخَّراً، أصبح الممثل الشاب يتحدث في الجلسات الخاصة، ومع الصحافيين عن أنَّه تفوّق على إمام ومسلسله "مأمون وشركاه"، ثم "أعاد المسرح للواجهة بعد أن اندثر"، وهو الأمر الذي وصل إلى مسامع "الزعيم" وأغضبه، وردَّ عليه قائلاً بأنه مرَّ عليه عشرات النجوم، ولكن "العبرة بالاستمرار".
قد تكون الحكاية غير حقيقية، ويتم تداولها كـ"نميمة" الأوساط الفنية، ولكنَّها تحملُ تفصيلات مهمة، أوُّلها هو التعبير عن مقدار النجاح الساحق الذي وصل إليه رمضان حالياً، والأمر المثير في هذا النجاح أنَّه "ثلاثي الأبعاد"، أي أُكِّد عليه في كل الوسائط الفنيَّة المرئيَّة المُتاحة. فبعد عدد من الأفلام ذات الإيرادات القياسية مثل: "عبده موتة"، و"قلب الأسد"، و"شد أجزاء"، تابع رمضان، النجاح في التلفزيون بمسلسل "ابن حلال" الذي حقق نجاحاً جيداً قبل عامين، ثم مسلسل "الأسطورة"، الذي وصل إلى مستوى من الاهتمام والمتابعة، لدرجة مشاهدة المصريين له في المقاهي بشكل جماعي كل يوم، وذلك لتأييد "بطلهم الشعبي" الجديد. وأخيراً، فإنّ نجاح رمضان وصل إلى المسرح، وأصبحت مسرحيته "أهلاً رمضان" مع المخرج خالد جلال، تحقق حضوراً كاملاً كل يوم، منذ بداية عرضها في عيد الفطر الماضي.
نجاح على المسرح
هذا النجاح الساحق في المجالات الثلاثة، لم يسبق أن حقَّقه أي نجم آخر في الأربعين سنة الأخيرة على الأقل، إلا عادل إمام. فنجوم الكوميديا الجدد في أواخر التسعينيات مثل هنيدي وعلاء ولي الدين، أو نجوم الحركة، مثل أحمد السقا، نجحوا في السينما والمسرح، ولم يحققوا نجاحاً يُذكَر في التلفزيون. بينما النجوم في السنوات الأخيرة مثل أحمد مكي، حققوا نجاحاً في السينما والتلفزيون، ولكن لم يُخْتبَر نجاحهم على المسرح، وتفاعلهم مع الجمهور. رمضان، هو الوحيد الذي فعلها. ولذلك، فإن المقارنة مع عادل إمام، حتى على شكل شائعات، أمرٌ منطقيّ للغاية.
تحدّي استمرار النجاح
الجانب الآخر الذي تحمله الحكاية، هو جملة "العبرة بالاستمرار" التي قالها عادل إمام، وهي حكمة زمنيَّة مهمَّة، خصوصاً في السينما والأفلام والنجومية، فأسطورة عادل إمام ليست في حجم النجاح الذي حققه فيلم أو مسلسل، أو حتى تتابع نجاح في عدة سنوات. أسطورة إمام التي منحته لقب "الزعيم" هي استمراره على القمة منفرداً، أو مزاحماً، لمدة أربعين عاماً كاملة، ظل فيها أكثر النجوم أجراً، والاسم الأكبر، من دون شك. وقد مرّت على إمام أجيال كاملة، نافسته في الكوميديا أو الدراما، بدءاً من أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونادية الجندي، مروراً بهنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد، وبعدهم أحمد حلمي وأحمد مكي، بل وصل الأمر إلى ابنه محمد عادل إمام نفسه (صاحب إيرادات ضخمة في فيلمي "كابتن مصر" و"جحيم في الهند") وأخيراً محمد رمضان. ورغم كل هذا، ظل إمام هو "الزعيم" الذي لم يفارق الحلبة.
لذلك، فنجاح رمضان تاريخي فعلاً، خصوصاً مع تكراره في وسائط فنيّة مختلفة. وغالباً، فإن فيلمه الجديد "جواب اعتقال"، الذي سيُعرَض في عيد الأضحى المقبل، سيحقّق إيرادات قياسيّة هو الآخر. ولكن العبرة التي تجعلك "الأسطورة" فعلاً، كما يريد رمضان أن يسمّي نفسه، هو الاستمرار الطويل ومجاراة تغيرات السينما والأجيال، فهذا هو الاختبار الأصعب كما يقول إمام في الحكاية المتداولة.