يكشف انتهاء معرض صور "في حب سينما محمد خان" الذي أعده صديق عمره المصور سعيد شيمي واستضافته دار الأوبرا المصرية في القاهرة لأربعة أيام بعداً جديداً من أزمة تعيشها السينما المصرية وتعاملها مع أبرز أعلامها.
لم تكن الصور التي حفلت بها جنبات المعرض مجرد لقطات لكواليس أفلامه الروائية الطويلة الأربعة والعشرين، ولا مشاهد من حياته وعلاقته بزملاء مهنته وبلده الذي انتقل إليه وأحبه ونال جنسيته بعد عناء لا يقل عن العناء الذي لاقاه خلال مراحل إنتاج أفلامه.
هي حكايات طويلة لظروف السينما في القرن الماضي، منذ أدار الكاميرا لتنصع فيلمه الأول "ضربة شمس" مع نور الشريف الذي تحمس وأنتج الفيلم، كما أنها دفتر أحوال لظروف إنتاج أفلام في واقع سياسي كالذي عاشته مصر، وتسجيل لعلاقة صناع السينما ببعضهم البعض.
في كواليس فيلم "الحريف" يتوسط المخرج الراحل عاطف الطيب فريق صنع الفيلم الذي انضم إليهم واحتفل بعيد ميلاده معهم، وهو جانب من علاقة الطيب بخان لم يقتصر فقط عند صداقتهما ولا مشاركتهما في صناعة سينما الواقعية، ولكنها امتدت لتقديم خان قصة فيلم سواق الأتوبيس أحد أهم أفلام صديقه.
وفي الركن الأخير الذي تنهي به جولتك داخل المعرض الصغير ترى صور عديدة لخان في ميدان التحرير، وهو مبتسم أو يلتقط مشاهد تذكارية من الأيام المجيدة، أو يحلس في أحد مقاهي وسط البلد ممسكاً بلافتة تنادي بالثورة والحرية وحماية الميدان.
الجهد الذي قدمه شيمي ليخرج هذا المعرض للنور لا يمنع كذلك من البحث عما كان يمكن لصناع السينما ومحبيها والمواطنين العاديين أن يجدوه في صور كهذه لم يفلح المنشور الدعائي الفقير المصاحب للمعرض في أن يبرز أهميتها ويحكي قصتها.
هذا أمر لا يعيب شيمي الذي وثق حينها بهذه الصور لحظات صناعة أفلام تحولت إلى أيقونات سينمائية يتعلم منها الجيل الجديد، لكنه يعيب الدولة التي تكتفي بأن يذهب أفراد منها لافتتاح المعرض والتقاط الصور التذكارية دون تفكير في أن تتحول مواد بهذه الأهمية إلى نواة متحف لواحد من أهم المخرجين في تاريخ مصر.
الصور التي ضمها المعرض لم تكن هي كل ما يتعلق بخان في ذكرى رحيله الثانية، فبالتزامن معه كشف الناقد السينمائي أحمد شوقي عن كنز آخر حصل عليه في الفترة السابقة لرحيل خان في مايو من عام 2016 خلال جلسات عمل لإعداد كتاب عن هوسه بالتوثيق.
اكتشف شوقي أن خان كان محباً للتوثيق بشكل جعله يؤرشف كل تفاصيل مسيرته السينمائية، من خلال دفتر يوميات لكل فيلم أخرجه يضم كل تفاصيل العمل اليومي والملاحظات والنقاشات مع شركاء الفيلم مقسمة حسب كل مرحلة من مراحل الإعداد والتحضيرات واختيار الممثلين ويوميات التصوير.
أما شيمي، فكان له هو الآخر تجربة أخرى في ذات التوقيت وهي خطابات خاصة بينه وبين خان تبادلها خلال مرحلة الستينيات والسبعينيات أصدرها في كتاب قبل أيام، ويتحدث فيها خان بحرية كاملة عن سنوات الغربة واحباطاته وأحلامه، والأفلام التي يحبها ومشروعاته الخاصة ومحاولاته لاكتشاف قدرته على تحويل شغفه بالسينما إلى مشروع حقيقي.
اقــرأ أيضاً
مادة كاملة لمتحف يستحقه خان الذي رحل مكتفيا من بلده بورقة تقول إنه مصري رغم أن أفلامه وما قدمه قالها أكثر من أي إثبات حكومي، ودروس في الحياة والسينما تحتاجها أجيال تبحث عن طريقها في صناعة تواجه الكثير من المصاعب والإحباطات وتحتاج أن تستعيد تجارب رواد عاشوا مرارات وتجارب قاسية لكنهم قدموا هذا التراث الخالد الذي تستحق حكاياته أن تحفظ في مكان أفضل من معرض مؤقت ومقالات في موقع قد يغيب يوما ماً.
لم تكن الصور التي حفلت بها جنبات المعرض مجرد لقطات لكواليس أفلامه الروائية الطويلة الأربعة والعشرين، ولا مشاهد من حياته وعلاقته بزملاء مهنته وبلده الذي انتقل إليه وأحبه ونال جنسيته بعد عناء لا يقل عن العناء الذي لاقاه خلال مراحل إنتاج أفلامه.
هي حكايات طويلة لظروف السينما في القرن الماضي، منذ أدار الكاميرا لتنصع فيلمه الأول "ضربة شمس" مع نور الشريف الذي تحمس وأنتج الفيلم، كما أنها دفتر أحوال لظروف إنتاج أفلام في واقع سياسي كالذي عاشته مصر، وتسجيل لعلاقة صناع السينما ببعضهم البعض.
في كواليس فيلم "الحريف" يتوسط المخرج الراحل عاطف الطيب فريق صنع الفيلم الذي انضم إليهم واحتفل بعيد ميلاده معهم، وهو جانب من علاقة الطيب بخان لم يقتصر فقط عند صداقتهما ولا مشاركتهما في صناعة سينما الواقعية، ولكنها امتدت لتقديم خان قصة فيلم سواق الأتوبيس أحد أهم أفلام صديقه.
وفي الركن الأخير الذي تنهي به جولتك داخل المعرض الصغير ترى صور عديدة لخان في ميدان التحرير، وهو مبتسم أو يلتقط مشاهد تذكارية من الأيام المجيدة، أو يحلس في أحد مقاهي وسط البلد ممسكاً بلافتة تنادي بالثورة والحرية وحماية الميدان.
الجهد الذي قدمه شيمي ليخرج هذا المعرض للنور لا يمنع كذلك من البحث عما كان يمكن لصناع السينما ومحبيها والمواطنين العاديين أن يجدوه في صور كهذه لم يفلح المنشور الدعائي الفقير المصاحب للمعرض في أن يبرز أهميتها ويحكي قصتها.
هذا أمر لا يعيب شيمي الذي وثق حينها بهذه الصور لحظات صناعة أفلام تحولت إلى أيقونات سينمائية يتعلم منها الجيل الجديد، لكنه يعيب الدولة التي تكتفي بأن يذهب أفراد منها لافتتاح المعرض والتقاط الصور التذكارية دون تفكير في أن تتحول مواد بهذه الأهمية إلى نواة متحف لواحد من أهم المخرجين في تاريخ مصر.
الصور التي ضمها المعرض لم تكن هي كل ما يتعلق بخان في ذكرى رحيله الثانية، فبالتزامن معه كشف الناقد السينمائي أحمد شوقي عن كنز آخر حصل عليه في الفترة السابقة لرحيل خان في مايو من عام 2016 خلال جلسات عمل لإعداد كتاب عن هوسه بالتوثيق.
اكتشف شوقي أن خان كان محباً للتوثيق بشكل جعله يؤرشف كل تفاصيل مسيرته السينمائية، من خلال دفتر يوميات لكل فيلم أخرجه يضم كل تفاصيل العمل اليومي والملاحظات والنقاشات مع شركاء الفيلم مقسمة حسب كل مرحلة من مراحل الإعداد والتحضيرات واختيار الممثلين ويوميات التصوير.
أما شيمي، فكان له هو الآخر تجربة أخرى في ذات التوقيت وهي خطابات خاصة بينه وبين خان تبادلها خلال مرحلة الستينيات والسبعينيات أصدرها في كتاب قبل أيام، ويتحدث فيها خان بحرية كاملة عن سنوات الغربة واحباطاته وأحلامه، والأفلام التي يحبها ومشروعاته الخاصة ومحاولاته لاكتشاف قدرته على تحويل شغفه بالسينما إلى مشروع حقيقي.
مادة كاملة لمتحف يستحقه خان الذي رحل مكتفيا من بلده بورقة تقول إنه مصري رغم أن أفلامه وما قدمه قالها أكثر من أي إثبات حكومي، ودروس في الحياة والسينما تحتاجها أجيال تبحث عن طريقها في صناعة تواجه الكثير من المصاعب والإحباطات وتحتاج أن تستعيد تجارب رواد عاشوا مرارات وتجارب قاسية لكنهم قدموا هذا التراث الخالد الذي تستحق حكاياته أن تحفظ في مكان أفضل من معرض مؤقت ومقالات في موقع قد يغيب يوما ماً.