محمد توفيق.. تجربة من الفيلم العراقي القصير

25 يوليو 2020
محمد توفيق
+ الخط -

تبث "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان سلسلة من اللقاءات السينمائية عند السادسة من كل يوم ثلاثاء تديرها الناقدة رانية حداد، ومنها اللقاء الافتراضي الذي بث مع المخرج العراقي محمد توفيق الثلاثاء الفائت، وتناول تجربته في الأفلام القصيرة.

قدمت حداد تجربة توفيق الذي تخرج عام 1973 من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، ثم عمل عدة سنوات في مؤسسة السينما العراقية، وأخرج العديد من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة وكتب في نقد السينما، قبل أن يهاجر إلى الدنمارك.

مرت تجربة توفيق، كما ذكرت حداد، بالعديد من المراحل؛ في أواخر السبعينيات أنجز عدداً من الأفلام الوثائقية التي تدور حول قضايا فلسطينية، ثم بعد أن استقر في المهجر اتسعت دائرة المواضيع الإنسانية التي اهتم بها فكتب أعمالاً عن الاغتراب والهوية والفن في المنفى والمرأة؛ وهذه الأخيرة ثيمة ظهرت بشكل خاص في فلميه "صائد الأضواء" و"نوار".

أعاد استشكاف ذاته أمام عدسته الشخصية في فيلمه "الفصول الأربعة وأنا"

يروي "نوار" قصة امرأة من أصول عربية في الثلاثينات من عمرها، تنطلق في رحلة عبر أنفاق المترو في مدينة أوروبية تجري خلالها مكالمات هاتفية مع حبيبها وطليقها وابنها، وهذه الشخصيات تدور في فلكها بينما هي في حركة المترو المملة تحاول الوصول إلى مكان ما.

تطرق اللقاء إلى أفلام توفيق التي تناول فيها هاجس الفنان العربي، مثلما فعل في فيلم "جلجامش والكواكب الثلاثة"، وهي فكرة أنجزها وصورها في لندن مع التشكيلي فيصل لعيبي والمسرحي فاضل السوداني والموسيقي أحمد مختار، وحاول من خلالها تقديم تصور تلقائي أمام الكاميرا عن الكيفية التي تجري بها صناعة الإبداع عند ثلاثة فنانين مختلفين.

كان المخرج نفسه جزءاً من هذا التصور حول صناعة الفن، وأعاد تجربة استشكاف ذاته أمام عدسته الشخصية في فيلمه "الفصول الأربعة وأنا"، حيث يذكر في اللقاء "صورت جزءاً من الفيلم في فصل من فصول السنة، وكنت أدور حول البحيرة نفسها، وكأن البحيرة أصبحت المركز والفصول بمثابة مرآتي الشخصية". 

تطرق المخرج كذلك إلى تجربة فيلم "الكَنّاوي: ساجر النار" الذي جرى تصويره في مراكش، وفيه يتتبّع شخصية الكَنّاوي كساجرٍ للنار ومُنشد للأغاني الروحية، وعنه يوضح: "يجسد الفيلم الرجل الكادح الذي يقضي وقتاً طويلاً من حياته يشعل النار في الحمّام الشعبي، وشعرت أنه أبي بمعنى أنني لطالما تمنيت أن أصنع فيلماً عن أبي، ولكن غيابي عن العراق حال دون ذلك، ووجدت شخصية أبي في الكناوي محمد وهو يعمل 15 ساعة في سجر النار والعرق يتصبب منه"، ويضيف: "كان للمكان أهمية كبيرة في الفيلم فهو مساحة بسيطة وصغيرة يتحرك فيها وأزقة ضيقة يتنقل بينها".  

لطالما تمنيت أن أصنع فيلماً عن أبي ولكن غيابي عن العراق منعني

وحول تجربته في "شاشتنا" يبيّن: "هذا الفيلم مستوحى من تجربتي المريرة في المطارات العربية حيث تعرضت لمجموعة من المشاكل، وبناء على ذلك صنعت هذا الفيلم، وهو مشهد من سيناريو كتبته لفيلم روائي طويل اسمه "بالمطارات". 

أما فيلم "شاعر القصبة" الذي صوره في باريس عام 1990، فرصد فيه تجربة الخطاط العراقي محمد سعيد الصكار، ويرى أنه كان تحدياً له بالنظر إلى التماثل والقرب بين شخصيته والصكار موضوع العمل، "حيث خرجنا الاثنان من العراق في نفس الوقت وهناك وشائج وعلاقة مهمة بيني وبينه واهتمامات قريبة لها علاقة بالفن".  

تحدث توفيق، الذي قدم أكثر من 21 فيلماً قصيراً، عن معاناة المخرجين العراقيين من مشكلة التمويل، يقول: "نحن مضطرون لتمويل أفلامنا بأنفسنا بل نقوم بكل العمليات السينمائية من الخارج والتصوير والمونتاج وكتابة السيناريو وغير ذلك. وغالبية الزملاء يعتمدون على أنفسهم ويعملون بإمكانيات متواضعة"، لافتاً إلى أن لديه أربع سيناريوهات أفلام عن المرأة العراقية لم تخرج إلى النور بعد. 

 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون