محمد الناصر... تجربة طويلة في إدارة الأزمات والخلافات

25 يوليو 2019
تعكس السيرة الذاتية للناصر إلمامه بالقضايا الشغلية والقوانين الاجتماعية(Getty)
+ الخط -

يتولى اليوم الخميس رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، رئاسة البلاد بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، كما ينص على ذلك الدستور التونسي.

ودعا الناصر في كلمة موجزة قبل أداء اليمين الدستورية، التونسيين إلى وحدة الصف، مؤكداً أنه "سيتم احترام الدستور التونسي".

وتولى الناصر رئاسة البرلمان التونسي بعد انتخابات 2014 بـ176 صوتاً، بعد انتخابه نائباً عن حزب "نداء تونس"، عن دائرة المهدية في الساحل التونسي.

وُلد الناصر في 21 مارس/ آذار 1934 بمدينة الجم من محافظة المهدية، ودرس بمعهد الدراسات العليا في القانون بتونس، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة باريس سنة 1976، ليبدأ بعدها رحلة طويلة مع المناصب والمسؤوليات الوطنية والدولية، حيث شغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في مناسبتين 1974-1977 و1979-1985 ثم منسق للميثاق العالمي للأمم المتحدة بتونس ومدقق اجتماعي.

وشغل الناصر خلال الفترة الممتدة بين 1991 وحتى 1996 منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف، ورئيس الاستشارات الاجتماعية وعضو المعهد الدولي للتدقيق الاجتماعي بباريس، كما عمل مستشاراً بمركز الدراسات الاستشرافية والاستراتيجية بباريس.


وعاد الناصر إلى الحياة السياسية بعد الثورة، ليشغل من جديد منصب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الباجي قائد السبسي آنذاك.

وبعد خروج الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي من حزب "نداء تونس" وتوليه رئاسة البلاد، شغل الناصر منصب رئيس الحزب لفترة قصيرة، في محاولة لإدارة وتطويق الخلافات التي بدأت تظهر وقتها بين مختلف التيارات، وأدت في ما بعد إلى انشقاقات عديدة وتراجع الكتلة النيابية.

وتعكس السيرة الذاتية للناصر إلمامه الواسع بالقضايا والقوانين الاجتماعية، ويذكر عنه المقربون منه قدرته على إدارة الخلافات والأزمات الاجتماعية، وكان دائماً قريباً من "الاتحاد العام التونسي للشغل"، وتدخل في الخلاف الكبير الذي شهدته البلاد منذ نحو سنتين بين الاتحاد والحكومة برئاسة يوسف الشاهد، ونجح في نزع فتيل الأزمة وإعادة الطرفين للحوار والتوصل لتوافقات حول الزيادات في الأجور.