محمد المرابطي.. أن تكون أفريقيا مركز العالم

28 مايو 2017
(من المعرض)
+ الخط -

يضع الفنان المغربي محمد المرابطي (1968) أفريقيا في مركز العالم، ويرسم في مساحة بين الفن وبين علم رسم الخرائط، فماذا لو كانت القارة السمراء في الخريطة هي قلب العالم، هكذا تظهر في معرضه الحالي "بلا حدود" في غاليري "فويس" في مراكش والذي يتواصل حتى الثالث من حزيران/ يونيو المقبل.

يمزج المرابطي بين تراث البلدان الأفريقية المختلفة التي زارها، إذ نجد تراث السنغال وموريتانيا مثلاً مختلطاً في هارمونية واتساق مع التراث المغاربي، لا سيما العادات التي تتعلّق بزيارة الأولياء والأضرحة.

يتضمّن المعرض 38 لوحة تكوّن في مجموعها تصوّرات مختلفة لخريطة أفريقيا، أبرز ما فيها لفظ الحدود التي صنعتها الكولونيالية، وتداخل البلاد مع بعضها، كما لو أن الفنان يعود إلى النسخة الأصلية من القارة، فماذا لو لم تحدث هذه الحدود السياسية الاستعمارية.

يبتعد المرابطي عن الألوان الترابية الباهتة، ويذهب إلى ألوان قوية وحاضرة، ستظهر أفريقيا الأصلية خضراء داكنة في لوحة وسوداء محاطة بالأزرق في أخرى، أو حمراء في ثالثة، بعض الأعمال تظهر فيها النباتات أو تفاصيل تراثية أو طقسية كالزخارف والوشوم.

مازجاً بين الخشب والنسيج، كناية عن الغابات والصناعات التقليدية، أمران أساسيان في ثروة وحياة أفريقيا، يقوم المرابطي بقصّ الخريطة على قطعة خشب رقيقة ثم يغطيها بالقماش، الذي يقصّه على شكل زهرة "الداماسينا"، فبالنسبة إلى أعمال هذه المجموعة تشكل الخارطة الامتلاء أما العالم المحيط بها فهو الفراغ، من خلال اللجوء إلى سينوغرافيا من القماش والإكريليك والأصباغ الطبيبعة والخشب.

دلالات
المساهمون