وقال العاهل المغربي، مساء الخميس بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة الملك والشعب التي انطلقت في 1953 لمقاومة الاستعمار الفرنسي، إن "لكل مرحلة رجالها ونساؤها"، موضحا أن "الثورة التي تقبل عليها البلاد لن تكون إلا بمنتخبين صادقين، همهم الأول هو خدمة بلدهم ومواطنيهم".
واعتبر الملك أن "الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل المغرب، خاصة في ظل ما يخوله الدستور والقانون من اختصاصات واسعة لمجالس الجهات والجماعات المحلية"، مبرزا ماهية الأدوار التي تضطلع بها المؤسسات، وتأثيرها في حياة المواطنين المغاربة، قبل أن يتخذوا القرار".
وشرح العاهل المغربي بأن "الحكومة مسؤولة، تحت سلطة رئيسها، على ضمان تنفيذ القوانين، وعلى وضع السياسات العمومية، والمخططات القطاعية في مختلف المجالات، كما أن الإدارة موضوعة تحت تصرفها، ومن واجبها تحسين الخدمات الإدارية، وتقريبها من المواطنين".
وشدد الخطاب على أن "الحكومة ليست مسؤولة عن مستوى الخدمات التي تقدمها المجالس المنتخبة، مستدلا بالقول إن وزير الطاقة ليس مسؤولا عن الإنارة في الأحياء، ونظافة الشوارع ليست من مهام وزير الداخلية، وإصلاح وتوفير وسائل النقل الحضري ليس من اختصاص وزير النقل".
وجاء في الخطاب أنه يتعين على المواطن أن "يعرف أن المسؤولين عن هذه الخدمات الإدارية والاجتماعية، التي يحتاجها في حياته اليومية، هم المنتخبون الذين يصوت عليهم، في الإدارة المحلية لتدبير شؤونه اليومية، بينما البرلماني مسؤول على اقتراح ومناقشة القوانين، ومراقبة عمل الحكومة، وتقييم السياسات العمومية".
ووجه الملك انتقادات لاذعة لعدد من المنتخبين، لكونهم "لا يقومون بواجبهم على الوجه المطلوب، بل إن من بينهم من لا يعرف حتى من صوتوا عليه"، مضيفا بأن "المنتخَب، كالطبيب والمحامي والمعلم والموظف وغيرهم، يجب أن يشتغل كل يوم، لأنه مسؤول على مصالح الناس، ولا يعمل لحسابه الخاص".
ولفت الملك إلى أن "التصويت لا ينبغي أن يكون لفائدة المرشح الذي يكثر من الكلام، ويرفع صوته أكثر من الآخرين، بشعارات فارغة، أو لمن يقدم بعض الدراهم، خلال الفترات الانتخابية، ويبيع الوعود الكاذبة للمواطنين"، مردفا أن "هذه الممارسات تعبير صارخ عن عدم احترام الناخبين".
وخاطب العاهل المغربي المواطنين قائلا إن "التصويت أمانة ثقيلة عليكم أداءها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا"، مضيفا "عليكم أن تحسنوا الاختيار، لأنه لن يكون من حقكم غدا، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لكم".
اقرأ أيضا: آيت إيدر... معارض الملوك بالمغرب