محمد الديري:أرسم أبو عمّار بالناّر... كأنّه جبال فلسطين وقدسها

08 نوفمبر 2014
يرسم محمود درويش (العربي الجديد)
+ الخط -
أوّل معارضه كانت لوحات مرسومة بقلم الرصاص: "كانت رسومات لمحمد الدرّة وفارس عودة. فبدأت فاعليات غزّة باحتضاني، ثم انتسبت إلى دورة فنون الرسم كي أطوّر نفسي، لأنّ الموهبة وحدها لا تكفي. لهذا تدرّبت على أيدي فنّانين معروفين في غزّة، منهم رائد عيسى وبشير السنوار وعبد الرؤوف العجوري ومحمد الحواجرة"، يقول في حوار مع "العربي الجديد".

تسلّم الديري وظيفة رسمية في السلطة الفلسطينية، رسّاماً في المكتب الإعلامي. رسم على جدران غزّة صور الراحل ياسر عرفات، وعندما سألوه لماذا ترسمه، كان يجيب: "أشعر كأنّني أرسم فلسطين بجبالها وقدسها".

أوّل مشاركته خارج غزّة كانت في بيروت العام 2012. نظّم يومها "مركز جنى" نشاطاً للرسم على الجدران في مناسبة ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. رشّحته الفنانة العالمية سوزان غرين، والأكاديمية الدولية للفنون في الضفّة الغربية، مع فنانين آخرين: "رسمنا في مخيم شاتيلا لوحات تعبّر عن المجزرة ومعاناة الشعب الفلسطيني. وخلال وجودي تعرّفت إلى سفير فلسطين في لبنان، أشرف دبّور، الذي احتضنني وقدّمني إلى أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وتجوّلت في المخيمات أرسم فلسطين والأمل على جدرانها. وأقمت معرض "شهداء الأرض" في قصر الأونيسكو، ضمّ صور شخصيات فلسطينية من قادة وسياسيين وفنّانين ومثقفين وشعراء، وفاءً لهم".

ويضيف: خلال إقامتي في بيروت اشتركت في برنامج "Arabs Got Talent" وكان الاختبار الأوّل الذي قدّمته هو الرسم "بالسبراي" لصورة السيدة فيروز، وقُبِلتُ في البرنامج، وبعد انتقالي إلى المرحلة نصف النهائية، قرّرت أن أقوم بنقلة نوعية، لأنّ المتعارف عليه أنّ الفنان التشكيلي يستعمل الفرشاة في الرسم بطرق مختلفة، ولأنّني كنت أمثّل فلسطين، آتياً من غزّة المحاصرة، كان لا بدّ من القيام بعمل مميّز، فرسمتُ صورة الفنان الكبير وديع الصافي من خلال تكسير "الجفصين" وهي طريقة أنا من اخترعها".

ويختم: "في الحلقة النهائية اخترت رسم صورة الراحل عرفات، لكن بالنّار هذه المرّة. وكانت رسالة منّي إلى العالم أنّ الفلسطيني يستطيع أن يبدع ويرسم حتّى بالنّار".
دلالات
المساهمون