وقررت المحكمة المركزية في حيفا الإبقاء على المعتقلين أحمد مرعي ومعتصم محاميد محتجزين لمدة ستة أشهر، وتخفيض المدة إلى شهرين للمعتقل الثالث أدهم ضعيف، وهو ما أدانته، من جانبها، سكرتارية لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل.
وكان أمر الاعتقال الإداري قد صدر بتاريخ 27 يوليو/تموز من الشهر الماضي، بعد أن اعتقلت المخابرات الإسرائيلية، بتاريخ 23 يوليو/تموز ثلاثة شبان من منطقة وادي عارة، اثنان منهم من قرية عرعرة، وهما: أحمد مرعي (23 عامًا)، وأدهم ضعيّف (30 عامًا)، والمعتقل الثالث من قرية معاوية، وهو معتصم محاميد (24 عامًا).
وعلاوة على ذلك، فقد حكمت المحكمة المركزية في حيفا، يوم أمس، على سحب مُواطَنَة علاء زيود (22 عامًا) من مدينة أم الفحم، بحسب طلب وزارة الداخلية، وذلك بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا إثر إدانته بتنفيذ عملية دهس في مفرق "غان شموئيل"، قرب الخضيرة، عام 2015.
وحضر إلى المحكمة حشدٌ من أهالي المعتقلين وأقاربهم، وعددٌ من قيادات وكوادر الحركات الوطنية السياسية.
وفي السياق، قال المحامي عمر خمايسي، الذي يرافع عن اثنين من المعتقلين، لـ"العربي الجديد": "لا توجد تهم واضحة للمعتقلين إداريًّا في هذه الحالة، وإنما يكون العنوان العريض بأنهم يشكّلون خطرًا على أمن إسرائيل. الواضح أنه ليس ثمة فعل لما قاموا به؛ بل هو الخوف من فعل ممكن مستقبلًا القيام به. وعليه نقدم الطعون بأن مثل هذه الاعتقالات تتنافى مع الحقوق الأساسية للإنسان والحريات والقانون الدستوري. وعلى هذا الأساس هي غير قانونية".
وتابع: "طلبنا من المحكمة إبطال هذا القرار أو تقصيره لفترة محدودة جدًا، لكي يتم التحقيق بالموضوع حتى النهاية. وتبيّن لنا أنه لا يوجد هناك تحقيق واضح مع الشباب المعتقلين. الآن نتكلم عن ثلاثة شباب في هذا الملف وهناك شاب آخر".
من جهته، قال رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب، لـ"العربي الجديد": "أنا أجزم حتى الآن بأننا، أهل الداخل الفلسطيني، دخلنا مرحلة جديدة من تعامل المؤسسة الإسرائيلية معنا. في تقديري إنه الحكم العسكري دون أن يتم الإعلان عنه، على اعتبار أن هذه الممارسات هي ممارسات الحكم العسكري؛ أن يصدر قرار اعتقال إداري بحق ثلاثة شبان دون أي تهمة واضحة، وسحب جنسية آخر، والتحقيق لسحب جنسية من رجل متهم بالنسبة لهم، كالدكتور عزمي بشارة، والتهديد بالنفي إلى غزة للشيخ رائد صلاح. واضح أنها مرحلة جديدة، لذلك فإن حزمة أخرى من الاعتقالات الإدارية هي في تقديري مسألة وقت ليس أكثر".
وتحدّثت الحاجة رحاب ضعيف، والدة المعتقل أدهم ضعيف، لـ"العربي الجديد"، عن ساعة اعتقال ابنها، قائلة: "أخذوا ابني من الدار، كان قد رجع من العمل صلى ونام. بعد العشاء وصلت قوات الشرطة الساعة الحادية عشرة والنصف ليلًا. ودقت الباب. لم يسمعهم ابني فكسروا الباب ودخلوا عليه. حضرت الشرطة برفقة كلاب، وسألتهم ماذا تريدون؟ فسألوا عن الطابق الرابع. أجبتهم إبني في الطابق الرابع، عندها قام الشرطي برفع السلاح في وجهي. كانوا ملثمين وعلى وجوههم كمامات وبرفقتهم كلاب".