قال عامر لموقع "ذا ميل أونلاين"، إن المسلمين الذين يدعمون الإرهاب لا يحق لهم العيش في بريطانيا. وذلك في سياق مجموعة من المقابلات أجرتها الصحيفة مع عامر على مدى خمسة أيام، وكانت الأولى منذ الإفراج عنه. وعبّر عن غضبه لمشاركة مسلمين في أعمال إرهابية في بريطانيا، مستنكراً قتل الجندي البريطاني "فوزيليه لي ريغبي" طعناً أمام المارة في فبراير/شباط 2014.
ووصف عامر لقاءه بعائلته في بريطانيا، بأنّ سنين من الألم زالت حين رأى زوجته. وعامر الذي يبلغ من العمر اليوم 48 عاما، سجن في غوانتانامو، بسبب مزاعم مساهمته في قيادة وحدة لدى طالبان ولقائه أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة آنذاك، بيد أنّ تلك المزاعم لم تثبت عليه بتاتاً.
اقرأ أيضاً: معتقل غوانتانامو.. كابوس أوباما في عامه الأخير
وتكتب "ذا ميل"، أنّ عامر ادّعى أنّه سئل مراراً خلال الاستجواب في القاعدة العسكرية الأميركية في غوانتانامو عن تجنيده لصالح جماعات جهادية في لندن، لكنّه نفى تلك المزاعم باستمرار.
والمعتقل السابق، أب لأربعة أطفال، والتقى بابنه الأصغر للمرة الأولى بعد عودته إلى بريطانيا. وأخبر عامر "ذا ميل" أنّه تعرّض للتعذيب بطرق عديدة، ومنها حرمانه من النوم وتقييده إلى الأرض في درجات حرارة دون الصفر.
وقال عامر، لدى سؤاله عن الهجمات الإرهابية في بريطانيا: " إنّ قتل المدنيين غير مسموح به وفق فهمه للإسلام"، داعياً كل شخص غاضب من هذا البلد إلى الرحيل.
وأعرب عامر عن قلقه من حدوث شقاق بين المسلمين وغير المسلمين، لأنّ ذلك يخدم المتطرفين. وأضاف "إن نظرت إلى الناس على أنّهم إرهابيين قبل قيامهم بأي عمل من هذا النوع، فأنت تدفعهم إلى العنف".
والجدير بالذكر، أنّ عامر اعتقل في أفغانستان، بعد وقت قصير من هجمات 9/11 في الولايات المتحدة الأميركية، للاشتباه به بالتعامل مع القاعدة ونقل إلى غوانتانامو في عام 2002. وعلى الرّغم من إسقاط التهم المنسوبة إليه في عام 2007 بقي عامر في السجن لثمانية أعوام أخرى، قبل أن يطلق سراحه.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تتجه إلى تشريع "التغذية القسرية" بحق الأسرى
انتقل عامر المولود في السعودية إلى بريطانيا في عام 1990، وقال لـ "ذا ميل" إنّه لم يصدّق عودته إلى البلاد، حتى رأى الحقول من نافذة الطائرة التي نقلته إلى بريطانيا في أكتوبر/تشرين الثاني، واجتمع بزوجته زينيرا ذلك المساء. ويحاول عامر التأقلم مع عائلته وممارسة الأبوّة مع أطفاله الأربعة الذين بدأوا بالاعتياد عليه.
ويقول عامر وفق "ذا ميل" إنّ ضابط استخبارات بريطانياً كان حاضراً وقت استجوابه، ما أدّى إلى فتح التحقيق بشأن ذلك في المحاكم البريطانية.
من جانبه، يقول المتحدّث بلسان وزارة الخارجية، إنّ الحكومة البريطانية تعارض التعذيب والمعاملة اللاإنسانية، ولا تساهم أو تشجّع عليها لأي سبب.
ويطالب عامر باعتذار من الحكومة الأميركية على معاملتها السيئة له، كما يدعو الحكومة البريطانية إلى تحقيق مفتوح حول ادعاءاته بمشاركتها في عمليات التعذيب. ومن المرجّح أن يحصل عامر على تعويض من الحكومة البريطانية.
ومن جهته، طلب ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا من لجنة الاستخبارات والأمن في الحكومة التحقيق في مزاعم تواطؤ بريطانيا في عمليات الترحيل والتعذيب في غوانتانامو.
اقرأ أيضاً: تفاصيل جديدة من التعذيب في غوانتانامو يرويها معتقل سابق