محاولة أخيرة لحلّ لغز الطائرة المصرية بمساعدة بريطانية

29 مايو 2016
سباق مع الزمن لمعرفة أسباب سقوط الطائرة المنكوبة(Getty)
+ الخط -
تعاقدت وزارة الطيران المدني المصرية، أخيراً، مع شركة "ديب أوشن سورش" (Deep Ocean Search) الدولية المتخصصة بمجال التنقيب في عمليات الغرق، للقيام بأعمال البحث واستعادة الصندوقَين الأسودَين الخاصَّين بالطائرة المصرية المنكوبة إيرباص إيه 320، والتي سقطت في عرض البحر المتوسط، في 19 مايو/ أيار الحالي.

ويأتي هذا التعاقد بمثابة الحلّ اﻷخير لمعرفة لغز سقوط الطائرة، وبمثابة اعتراف بفشل الجهود المصرية، والفرنسية، واليونانية لانتشال الصندوقين اللذين يحتوي أحدهما تسجيلات بيانات الرحلة، ويحتوي الآخر على تسجيلات صوتية لما دار في قمرة قيادة الطائرة. ولم يتبق أمام الصندوقين الأسودين سوى 21 يوماً حتى يُفقدان كلياً، إذ إنّ الذبذبات التي تساعد في تحديد موقعهما تتوقف عن البث بعد نحو 30 يوماً من الحادث.

وكان الجيش المصري بالتعاون مع وزارة البترول، دفع بغواصة تعمل إلكترونياً لمحاولة إيجاد أي من الصندوقَين الأسودين، إلّا أن المسافة الكبيرة تحت سطح البحر، بالإضافة إلى الطبيعة الطبوغرافية والصخرية غير المستوية في تلك المنطقة التي تُعرف بـ"تلال البحر المتوسط"، لم تمكّن الغواصة من عملها.

ويقول مصدر في وزارة الطيران المدني لـ"العربي الجديد"، إنه "تم اختيار الشركة الدولية المتخصصة بناءً على استشارة هيئة الملاحة البريطانية، التي أكدت أن هذه الشركة هي الأبرز في مجالها خلال السنوات الأخيرة. وتعتمد على تكنولوجيا حديثة في تلقّي وقراءة الإشارات الصادرة عن الصناديق السوداء من خلال مسح دقيق لمنطقة البحث، وتملك في سبيل ذلك أجهزة حديثة حصرية لا تملكها معظم دول العالم"، على حدّ تعبيره.





ويضيف المصدر أن هذه الشركة استطاعت العام الماضي إنجاز أكبر عملية انتشال في التاريخ المعاصر، برفع حطام ومحتويات السفينة "مدينة القاهرة" البريطانية التي غرقت عام 1942 بالقرب من سواحل جنوب أفريقيا، وعلى متنها أطنان من العملات الفضية البريطانية. ويوضح المصدر ذاته أن "الشركة ستنقل أجهزتها إلى محيط المنطقة، خلال الأسبوع الحالي، ولا توجد توقعات بشأن الموعد المتوقع لإنهاء مهمتها"، مشيراً إلى "استمرار عمل الفرقاطتَين اليونانية والفرنسية اللتين تساعدان في جهود انتشال الحطام، بالتنسيق مع البحرية المصرية، أي إنّ دخول الشركة في العملية لن يلغي أياً من الجهود القائمة".

وعن نتائج التواصل مع مسؤولي شركة إيرباص مصنّعة الطائرة، يقول المصدر إن "ممثلين للشركة يقيمون حالياً على متن الفرقاطة الفرنسية المتواجدة بالمنطقة، وآخر تقرير أرسلوه إلى مصر يفيد بأن الصندوقين الأسودين لا يرسلان أية إشارات على غير المعتاد في حالات سقوط الطائرات المشابهة"، مفسراً ذلك بـ"العمق الضخم للمياه في منطقة السقوط، بالإضافة لاتساعها الشديد لنحو 40 ميلاً بحرياً". ويلفت المصدر إلى أن لجنة التحقيق المدنية التابعة لوزارة الطيران تلقّت عدداً من القراءات الرادارية الجديدة قدّمتها السلطات اليونانية للطائرة قبل سقوطها، كما تلقّت تسجيلات الاتصال الأخير بين قائد الطائرة والسلطات اليونانية، ورفض المصدر الإفصاح عن المعلومات التي تلقتها اللجنة من السلطات الفرنسية.

وتعمل لجنة التحقيق بالتوازي مع فريق من نيابة أمن الدولة العليا بتكليف من النائب العام المصري نبيل صادق للاطلاع على مستجدات التحقيق الفنية ومخاطبة الجانب الفرنسي للحصول على معلومات بشأن عملية الصيانة الأخيرة للطائرة بمطار شارل ديغول وتسجيلات إجراءات مغادرة الأفراد.


المساهمون