محاولات تجديد

15 يناير 2015
"إسكندريلا" مع أحمد فؤاد نجم (تصوير: حسن أمين)
+ الخط -

لم يُحدث تطور الأغنية الشعبية تجديداً في بنيتها، بقدر ما كان تكراراً وإعادة إنتاج لها. يبدو هذا واضحاً في بعض أعمال فرقة "إسكندريلا" التي اشتُهرت تزامناً مع انطلاق الثورة المصرية، إذ أعادت تقديم أغان فلكلورية أو بعض الأغاني الشعبية القديمة، وصاغت كلماتها بما يناسب الحدث، فيما بقي لحنها القديم على حاله من دون تغيير.

جنحت بعض الأعمال إلى الخروج عن البنية اللحنية، كإدخال موسيقى الـ"روك" مثلاً في سياق اللحن، كما في أعمال مريم صالح، أو حتى تقديمها في نطاق الـ"راب". لكن معظم هذه الأعمال لم تأت كامتداد للهوية الموسيقية، بقدر ما كانت مناصرةً للحراك الاجتماعي، بعد عقود من الاستبداد. وإعادة استحضار العمل الفني وتقديمه من جديد، تتطلب تفكيك البنية التي يقوم عليها، وإعادة بنائها في حلة تجمع بين الشكل والمضمون في إطار متجدّد.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن كثيراً من الأعمال الأخرى حاولت، في المقابل، أن تكون جديدة عبر ارتكازها على صوت وأسلوب صاحبها الخاص في أدائها، لكن التركيز جاء على شكْل القالب الموسيقي والاشتغال على مسرحَة الحالة التي يقدّم فيها، أكثر منه على المتن الموسيقي.

ورغم وجود الكثير من التجارب التي استخدمت آلات متنوعة وتقنيات صوتية حديثة، إلى جانب تركيزها على عناصر إعادة التوزيع، بقي اللحن الأساسي فيها ضائعاً بين فلكلوريته ومحاولات تجديده.

دلالات
المساهمون