محامي ناهد المانع: القضية لم تنتهِ رغم محاكمة القاتل

30 ابريل 2016
القاتل جيمس فيروثر (تويتر)
+ الخط -


رفضت أسرة ناهد المانع القبول بالحكم القضائي الذي أصدره قاضي محكمة مدينة جيلدفورد البريطانية أمس الجمعة، بسجن المراهق جيمس فيروثر 27 عاماً، بعد إدانته بقتل المبتعثة السعودية قبل نحو عامين.

وأكد كل من والد الضحية ومحامي العائلة أنهما لم يعلما شيئاً عن سير المحاكمة، ولم يُسمح لهما بحضورها، وأبديا شكوكاً بأن يكون فيروثر هو القاتل فعلاً.

وأعرب المستشار القانوني أحمد الراشد عن شكّه بأن تكون الحكومة البريطانية ألصقت التهمة بالمراهق البريطاني المصاب بمشاكل نفسية وعقلية للتخلص من تبعات القضية. وقال لـ"العربي الجديد" :"هناك أمور كثيرة غامضة، ولا نعلم هل فعلاً جيمس فيروثر هو من ارتكب الجريمة، فعائلة الضحية وأنا بصفتي محاميها لم يسمح لنا حضور جلسات المحاكمة"، مؤكداً "إن القضية لم تنتهِ بعد".

وأضاف: "الحكم بسجن الجاني 27 عاما ليس على قتل المانع فقط، بل هو أيضاً عن الجريمة الأخرى التي يزعمون أنه قام بارتكابها، وكنت أتوقع منذ الإعلان عن هوية المتهم أن الحكم سيكون مخففاً، لأنه قاصر (كان يبلغ 15 عاماً عند تنفيذ الجريمة)، وأيضاً ادعى أنه يعاني من مشاكل نفسية وعقلية، وكل هذه الأمور أقنعت القاضي بإصدار الحكم المخفف".

وشدد الراشد على أنه طالب لفترة طويلة السلطات القضائية البريطانية عبر السفير البريطاني في الرياض، بحضور التحقيقات الخاصة بالقضية والمحاكمة، ولكن لم يُسمح له بذلك.

وتنوي أسرة المانع الاستمرار في القضية، عن طريق رفع قضية أخرى تطالب فيها بتعويض من الحكومة البريطانية بتهمة التقصير في تأمين الشوارع وحماية المانع وغيرها. وتابع الراشد: "عندما نتأكد بأنه هو القاتل سنرفع دعوى بالحق المدني نطالب فيها بالتعويض عن القتل، وبما أن القاتل كان قاصراً لحظة ارتكابه لجريمته، فالقضية ستوجه ضد الحكومة البريطانية التي قصّرت في حماية الأبرياء في الشارع".


من جهته، رفض والد ناهد المانع الحكم، مطالباً بالقصاص من القاتل. وقال :"الحكم غير كاف، لا بد من القصاص من القاتل، خاصة أنه اعترف بجريمته أمام القضاة".

وكانت المبتعثة السعودية ناهد المانع (31 عاما) قد عُثر عليها  في 17 يونيو/حزيران 2014 مقتولة في أحد شوارع مدينة كولشيستر (90 كلم شمال شرقي العاصمة لندن ) حيث كانت تقيم مع شقيقها. وكانت تدرس في جامعة "إيسكس" المجاورة، وبعد 6 أشهر فقط من وصولها للمدينة، سدد لها القاتل 16 طعنة نافذة. وصنفت الشرطة البريطانية الجريمة بأنها جريمة كراهية دينية، مؤكدة أن ملابسها المميزة والحجاب كانت خطا رئيسيا للتحقيق، وإن الهجوم "المسعور" الذي تعرضت له كان بدوافع دينية.

وقال رئيس الجرائم الكبرى لشرطة إسكس ديت سبت هاوكينغز، حينها:"هذه الجريمة ارتكبت في شارع مزدحم، لقد كان الهجوم وقحاً وطائشاً، طعنت عدداً من المرات، كانت جروحها كبيرة. وكان لديها إصابات في الوجه والجزء الخلفي من الرأس".

وفشلت الشرطة البريطانية لأكثر من عام في فك رموز القضية التي أثارت جدلاً كبيراً في الشارع السعودي حينها، وفتحت باب النقد واسعاً تجاه برنامج الابتعاث.

وبعد أشهر من الحادثة اعتقلت شرطة كولشستر رجلاً يبلغ من العمر 52 عاماً للاشتباه بارتكابه الجريمة، ولكن أفرج عنه بعد أسابيع من التحقيق.

وفي مايو/أيار الماضي تمكنت الشرطة البريطانية من القبض على مراهق في السابعة عشرة منه عمره، وبعد تحقيقات طويلة اعترف قبل شهرين، بأنه هو من قتل المانع وارتكب جريمة أخرى قبل ذلك. 

المساهمون